همزةٌ وميم , وما بينهما حكايةُ أمٍ وأمة .
الهمزة هي إفتتاح لوحة الابداع هي أيقونة الخير في عالم التكوين , هي الأساس والأصل والأمل الآتي من قنديلِ نورِها المتوقد إيماناً وإيثاراً وإحسانا وإشراقا ...
والميم مسحةُ حبٍ في ليل سهر، وموجةُ عاطفةٍ في لحظة انكسار , وملحمةُ شعرٍ في يوم تفوق , ومسيرةُ عطاءٍ وفداءٍ وتسامحٍ وبذل وولاء ...
شاء الله ان يبتدأ اسمه بما ابتدأ به اسمها فكانت الهمزةُ افتتاح الله فمنحها للام لتشارك الامُ كلمةَ الله بالافتتاح ؛ فتاخذ منه صفات الجمال , وتعيش رحمته , فتذرف الادمع شوقاً إن طال عنها وليدُها في لقاء او وصال , كما تحن وتأن في ليل ونهار لوجع انتاب صغيرها حيث كبُر الصغير ولم تكبر لهفتُها وشب الفتى ولم تشب رقتُها بل بقيت طفولية في سرعة تاثرها لمجرد شعور او احساس او حدس بانَّ في دنيا من ربته مشكلة وأمر ...
حرفان شكلا لوحةً ما ارتسمت في غيرها , حرفان اجتمعا فكانا اسماً لرسمٍ يحكي أماً هي الامة إن أحسنّا فهم مغزاها وزودنّا بالفكر والوعي مضمونها ومعناها ...
هي الأم التي خلدها القرآن واكرمها الانسان , فصارت طاعتُها خيرَ عبادة ورعايتُها تُقدَّم على الجهاد في سبيل الله وعلى القتل وعلى الشهادة ففي رواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله لرجل يريد الجهاد وأمه تمنعه - : عند أمك قر، وإن لك من الأجر عندها مثل مالك في الجهاد .
الشيخ عباس ابراهيم