في مدينة صور بجنوب لبنان، ينكبّ حسن شور، ابن بلدة طورا الجنوبية، داخل محترفه، وسط مشغولاته اليدوية المميّزة التي تدل على مهارته وذوقه الجميل، حيث استطاع أن يقوم بصناعة تحف فنيّة رائعة من مواد بسيطة جداً.
حسن شور، وفي حديثه إلى "العربي الجديد"، شرح عن بداية مهنته: "كنت أعمل في إحدى دول الخليج العربي، ثمّ انتقلت للعمل في أفريقيا ولكن لم أوفق هناك، فعدت إلى لبنان وعملت في تجارة العملة، إلا أنّني كنت أهوى الفنون اليدويّة في الوقت عينه. وبعد حرب يوليو/تموز عام 2006، قمت بحفر صور على الخشب ولم يكن أحد غيري يقوم بها في ذلك الوقت، واللافت أنّ الصور لاقت إعجاب الزبائن".
ويضيف: "أصبحت هوايتي عملي الدائم، وبدأت بتسويق أعمالي من خلال استديوهات التصوير الفوتوغرافي المنتشرة من صور إلى بيروت مروراً بصيدا. وكنت أعتمد على خيالي في مصنوعاتي اليدوية؛ إذ إنني ابتكرت أشكالاً لم تكن موجودة، منها صب طبقة من الكريستال فوق الصور، ما يعطيها رونقاً جميلاً، وهذا ما دفع العديد من استديوهات التصوير الفوتوغرافي، التي يزيد عددها على 300 استديو، إلى التعامل معي باستمرار.
وأشار حسن إلى أنّه من أوائل الأشخاص في لبنان الذين احترفوا هذا النوع من المهن والتخصّص بها في أمور معيّنة. وأوضح: "استنبطت الفكرة من مشهد السفن الفينيقية التي تشتهر بها صور، والتي لطالما رأيتها تزيّن صفحات الكتب والمجلات. كنت دائم البحث عن أشكال جديدة، وأحياناً كثيرة أعتمد على خيالي في ابتكار شكل مميّز غير موجود، وكل فترة أسعى إلى تطوير أفكاري وابتكار شكل جديد للصور المحفورة على الخشب".
لا حدود لطموحي وخيالي، وأسعى دائماً إلى ترجمة هذا الخيال في صناعاتي اليدوية التي صارت منتشرة في لبنان كله
"
يحاول حسن شور دائماً صناعة الأشكال التي يصعب تقليدها، واستقدم آلات "لايزر" للحفر على الخشب، كما قام بتصميم أغطية للهواتف الخلويّة بأشكال جديدة ومميزة، وذلك عبر طرق طوّرها وابتكرها بنفسه، بحيث يضع الزبون صورته أو صورة من يحب على غطاء هاتفه، أو علّاقات مفاتيح محفورة على الخشب؛ سواء كانت صُوَرا أو كلمات.
يؤكد شور أن المبدع والفنان لا يجب أن يتوقف عند حد معين من الخيال والتطلّع والأفكار، فالإبداع والمثابرة والرغبة في الإنتاج تعتبر مفتاح النجاح وتحقيق الأحلام، مؤكداً أنّ الطموح والسعي دائماً نحو الأفضل في العطاء والإنتاج هما مفتاح صناعة الإنسان الناجح، كما أن الصدق هو مفتاح نجاح أي إنسان في عمله.
ويختم بالقول: "لا حدود لطموحي وخيالي، وأسعى دائماً إلى ترجمة هذا الخيال في صناعاتي اليدوية التي صارت منتشرة في لبنان كله، حتى إنّ البعض حاول تقليد ما أنتجه، إلا أنني دائماً أملك ما يصعب تقليده".
خليل العلي - العربي الجديد