و لم يؤثر سوء الوضع الأمني في المنطقة على حضورهم. فالصيف هنا هو متنفسهم من الغربة الصعبة و نمط الحياة العملي في بلاد المهجر.
و منهم حنان، المغتربة التي تتصارع و أوراق "الرزنامه" كما تقول. و قد باشرت حزم حقائب السفر قبل شهر، وجعلتها مخزناً لهدايا الأهل. فهي تعد الوقت المتبقي لها في بلدها الاغترابي بالأيام و الساعات، إذا أنها تريد قضاء الصيف في بلدتها بنت جبيل، رافضة أن يكون الوضع الأمني عائقاً أمام حضورها. و يذكر أنها غابت عن لبنان منذ ثمانية سنوات. كما أكدت أنها خلال هذه المدة لم تزر لبنان سوى مرة واحدة منذ ثلاث سنوات و شهرين في ظرفٍ اضطراري. و كانت زياره قصيرة وعلى عجالة رحلت.
تعبر حنان عن سعادتها إذ أن صغيرها، و لأول مره، سيتعرف على أقاربه و البلدة التي لم يبصرها يوماً. و قد ملّت من التواصل عبر التطبيقات و مواقع التواصل الاجتماعي التي لم تشفِ غليلها، و لكنها أفضل من العدم. و تتابع "ابني سيأكل المرشوشة، و يكزدر في سوق الخميس".
و على عكسها، تقول ريما أنه لا صيف إلا في لبنان. و هي التي لم تنقطع عنه، بل اعتادت و أسرتها الحضور سنوياً. و تابعت "المميز لهذه السنة هو أننا سنصوم أيام شهر رمضان مع الأهل".
بالإضافة إلى ذلك، ذكرت إحدى المغتربات أنه هناك إقبال كبير هذا العام من قبل المغتربين على "الحجز"، لقضاء الصيف في لبنان و بالتحديد اؤلئك الذين ينتظرون انتهاء العام الدراسي.
و من جهة أخرى، لا شك أن إقبال مغتربي بنت جبيل ينعكس إيجاباً على العجلة الإقتصادية. فتجار المنطقة يتأملون في صيفٍ واعدٍ هذا العام. و الزحمة التي بدأت تتجلى معالمها في سوق الخميس و باقي ايام الاسبوع هي "فأل خير" بالنسبة للتجار. و كذلك تشكل الزحمة حركة منعشة لأهالي البلدة بعد سكون شتوي قاسٍ.
وختاماً، للمغتربين الوافدين، نرجو منكم وضع الأحزمة لأننا في لبنان نطبّق القانون.
داليا بوصي - بنت جبيل.اورغ