عكار لم تعرف أي اهتمام سياحي رسمي، بالرغم من غناها بالمواقع الأثرية الطبيعية والبيئية. وهي بحاجة لورشة عمل تكون بالتعاون والتنسيق بين السلطة المحلية المتمثلة بالبلديات، ووزارتي السياحة والثقافة، والمجتمع المدني، بهدف حماية المواقع الأثرية الهامة المنتشرة في مختلف أنحاء المحافظة. إذ لا تخلو بلدة في عكار من مواقع تاريخية هامة، تؤرخ لمختلف الحقبات والشعوب التي مرّت في المنطقة، من أشورية، وبابلية، فارسية، كلدانية، بيزنطية، وغيرها.
ولكن الجهل والإهمال جعلاها عرضة لمختلف الانتهاكات التي أدّت على مرّ السنين إلى تشويه الكثير من هذه المعالم، ونهبها على يد الحفّارين ومهرّبي الآثار الذين يعمدون إلى رصد المواقع الأثرية الهامة ونبشها وبيع القطع النادرة التي يعثرون عليها. وبالرغم من أن خطوة وزارة الثقافة لجهة إدراج عدد من المواقع الأثرية والتاريخية على لائحة الجرد العام في عكار، تُعدّ أول خطوة على الطريق الصحيح لأي عمل سياحي في المنطقة، إلا أنها تبقى ناقصة بسبب إهمالها العديد من المواقع.
ومن المواقع التي تمّ إدراجها: قلعة عكار العتيقة، كنيسة سيدة زرعاتا، سرايا المرعبي الواقعة في البرج، قلعة القليعات، كنيسة مار شليطا المعروفة بمعبد القبيات، كنيسة مار جرجس، تل التينة في مشتى حمود، كنيسة مار ريشا، كنيسة سيدة المعين، تل حميرة، ومعبد منجز في بلدة منجز. إضافة الى تل عرقة الأثري الذي يُعدّ من أبرز المشاريع المهمة للمنطقة.
في حين تنتظر مواقع أثرية أخرى التصنيف ومنها التلال الأثرية، كتل سبعل، تل الحيات، قلعة الحويش، قلعة الفلز في منجز، قلعة اكروم، معبد أك، المعابد الرومانية في وادي خالد، قلعة الحصين، الآثار الرومانية في جرمنايا، القلاع والحصون، في اكروم ... المعابد والمدافن في عندقت، النواويس والمغاور في عكار العتيقة.
وتؤكد مصادر المديرية العامة للآثار «أن العديد من المواقع الأثرية في عكار تخضع حمايتها لقانون الآثار، ولكن لا تعود ملكيتها للمديرية باستثناء معبد الجعلوك في منجز». وتضيف: «هناك تقصير كبير بحق الآثار في عكار وسيتمّ العمل على إدراج المزيد من المواقع التي تلحظ المديرية وجود أعمال حفريات في محيطها وتعرّضها للاعتداءات من قبل المخرّبين».
ويشدّد رئيس «مجلس البيئة» في عكار الدكتور أنطوان ضاهر على أهمية « تشكيل لجنة وطنية لحماية وإدارة المواقع الأثرية، والغابات الفريدة من الاعتداءات المستمرّة وعمليات القطع العشوائي».
ويُلفت إلى «أنه تقدّم باقتراح الى محافظ عكار عماد لبكي لحماية غابات عكار. وعلى رأسها، غابات القموعة التي تعاني الكثير من التعديات ( قطع، جرف، رعي جائر، حرائق، زحف عمراني، مرامل وكسارات غير قانونية، ثلوّث بالنفايات المنزلية، ألخ…) تمتد في أعالي عكار ما بين فنيدق وعكار العتيقة والقبيات وبيت جعفر، خراج عيدمون.
وتحوي على مواقع طبيعية وأثرية مهمة منها، غابة العزر الفريدة من نوعها في خراج بلدة فنيدق، سهلات القموعة الشهيرة وهي كناية عن مسطح يتحوّل من بحيرة في الشتاء إلى سهل أخضر في الصيف. موقع النبي خالد أو جوزة الدارة في خراج فنيدق، غابات الأرز والشوح الكيليكي واللزاب على كل هذه المساحة، نبع الشوح في عكار العتيقة، غابات عكار العتيقة الغنية بالصنوبر والشوح، الموقع الأثري البابلي: شير الصنم، غابة كرم شباط ما بين القبيات وبيت جعفر خراج عيدمون، والغنية بالأرز وأيضاً بالشوح واللزاب، وهي الغابة الوحيدة في لبنان حيث يتواجد الأرز على المنحدرات الشرقية، وهي تشكل الحد الشمالي لغابات الأرز في لبنان، غابات القبيات العالية: صنوبر وشوح».
ويتابع: «إن هذه الغابات تشكل مساحة خضراء متواصلة هي من أهم المساحات الخضراء في لبنان والتي تحوي تنوعاً بيولوجياً هائلاً، وآثاراً قيمة».
ويشدد على «أنه قد آن الأوان للعمل على حمايتها بشكل جدّي ومنظم. لذلك طالبنا بعقد اجتماع يضمّ بلديات فنيدق، عكار العتيقة، القبيات وعيدمون، على أن تشارك لاحقاً، وبالتنسيق مع البلديات المذكورة، بلدية جوار الحشيش التابعة لمنطقة الهرمل».
نجلة حمود
السفير بتاريخ 2015-05-12 على الصفحة رقم 4 – محليّات