أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

المقاومة تلتفت إلى الإسناد الخلفي

الإثنين 01 حزيران , 2015 08:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,764 زائر

المقاومة تلتفت إلى الإسناد الخلفي

للشيخ والرجل ذي العكاز والحاجة والصبية والطفل، أحنوا هاماتهم. تسابقوا بفرح على تقديم شكرهم للمجتمع المقاوم، شريكهم في الانتصارات. والشكر كتاب من السيد حسن نصر الله بخط يده حاملاً توقيعه، يقول: "إلى كل الذين آووا ونصروا، فكان لهم شرف المشاركة في أشرف مقاومة، كل التحية والمحبة والتقدير والشكر والدعاء لله أن يحسن جزاءهم في الدنيا والآخرة ويوفقهم للمزيد من الخير والصلاح والجهاد".

إنه التكريم الأول من نوعه في حزب الله. تكريم الذين "آووا ونصروا المقاومة منذ انطلاقها عام 1982 حتى عام 1985 وأصحاب البيوت التي احتضنت المقاومة وآوت المجاهدين وأسلحتهم في زمن الاحتلال". في قاعة الحسينية التي تحولت إلى صالة فرح، التقت الحاجة التي خبأت البنادق في أكوام الحطب على ظهرها والتي حملت الصواعق في أكياس الطحين مع "الشباب" الذين صاروا "رجال الله". لهؤلاء تجدر التحية من الجنوب والبقاع الغربي. لمن في ذلك الزمن الصعب حيث لا معاش ولا حماية، قاوموا المخرز. منهم من اندمج في الحزب على نحو تدريجي. ومنهم من ظل إسناداً خلفياً متمسكاً بثقافته الدينية والاجتماعية. من هؤلاء، مريم. لفّت الشال بعفوية على شعرها. لا يأبه المقاومون لأنها لم تصبح حاجّة ولم تسدل الحجاب فوقها. المهم أنها بقيت كما هي، مقاومة بالفطرة ومن دون مقابل. كانت صبية عندما لجأ المقاوم إلى منزل أهلها هارباً من جنود العدو وعملائه في بلدتها على ضفاف الليطاني. ادّعت بأنه قريبها. أدخلته وحضّرت له الطعام ثم باتت تخصص ركناً خاصاً في منزلها وفي منازل أقربائها لـ"الشباب". المقاوم نفسه استقبلها في تكريمها. لم ينقطع ورفاقه عنها. لكن عيني مريم اغرورقتا. في الشريط الذي عرض عن تلك الحقبة، استذكرت مقاومين خرجوا من بيتها إلى الشهادة.

لم يكن كل أهل المقاومة في الاحتفال. المنظمون أيقنوا أن كل الساحات لا تسعهم. اعتمدوا على المقاومين أنفسهم في إحصائهم. كل منهم دلّ عن بعض من واكبه نحو الجبهة. نيابة عن قيادة الحزب وأصحاب المبادرة، اعتذر راعي الاحتفال رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين عمن لم تتم دعوتهم. قال إن بعض من آووا ونصروا "باتوا أنفسهم شهداء أو متوفين". في كلمته قال صفي الدين إننا "اليوم نعيش ظروفاً مشابهة لتلك المرحلة. الشباب الذين يصعدون الجبال في القلمون يذكروننا دائماً بشباب المقاومة عندما كانوا يقتحمون المواقع في سجد وبئر كلاب وفي تلك الجبال التي تحررت بدماء الشهداء وبعطاء المجاهدين. الثقة والمقاومة نفسها والسلاح واليقين نفسه وسيكون الانتصار نفسه". صفي الدين حيا "الشعب المعطاء السخي، ونصل إلى القناعة الراسخة بأن مقاومة تعرف كيف تستفيد من التجربة وتحدد عدواً وتبني مجتمعا مقاوماً، لا يمكن أن تهزم وتقهر لا في ميدان ومعركة وسياسة واحتيال ومؤامرة وإعلام وتهويل إعلامي".

آمال خليل

الأخبار - سياسة

العدد ٢٦٠٣ الاثنين ١ حزيران ٢٠١٥

http://al-akhbar.com/node/234403

Script executed in 0.1788969039917