أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

سوق تجاريّة سوريّة في الوزاني

الأربعاء 24 حزيران , 2015 09:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 4,241 زائر

سوق تجاريّة سوريّة في الوزاني

ينعكس طابع هذه المنطقة الزراعي على نوعية سكانها، إذ إن غالبيتهم من العمال السوريين وعائلاتهم الذين يعيشون في مجمعات من الخيم قريبة من المشاريع الزراعية حيث يعملون. كما ينعكس هذا الطابع على الحياة عامة فتغيب المتاجر والمؤسسات التجارية عن هذه المنطقة نظراً لغياب السكان اللبنانيين أو لندرتهم.

يقدر عدد العائلات السورية الموجودة في الوزاني والمناطق المحيطة بها بحوالي 300 عائلة أي ما يقارب 1500 شخص يعتاشون أساسا من الزراعة. كما يعمل بعض أفراد هذه العائلات في المنتجعات السياحية الجميلة التي تنشط في فترة الصيف والمنتشرة على ضفاف نهر الوزاني، أحد روافد نهر الحاصباني، أي نقطة التلاقي بين لبنان ومنطقة الجولان المحتلة.

وفيما يتزايد عدد السكان من الجنسية السورية في هذه البقعة وبالتالي تتزايد حاجتهم الى المواد الأساسية للعيش، تتسلل المؤسسات التجارية الى المنطقة لتجيب على حاجات سكانها، خصوصاً في ظلّ صعوبة تنقلهم الى القرى المجاورة للتبضع. منذ ما يقارب السنة فتح أول متجر قريب من هذه التجمعات السكنية ليجيب على حاجات السكان ويختصر المسافات، بعدما كانوا يقصدون «السوبر ماركت» الموجودة في القرى المجاورة مثل الخيام والقليعة وجديدة مرجعيون لشراء حاجياتهم أو ينتظرون الى أن يؤمن لهم «الشاويش»، أي الرجل المفوض من قبل صاحب المشروع الاهتمام بالعمال حاجياتهم، فيما تعثر وصولهم الى القرى الأخرى.

حسين محمد حاج موسى (37 عاماً)، مواليد سراقب محافظة ادلب السورية، هو أب لستة أطفال لا يتجاوز عمر أكبرهم العشر سنوات. انتقل وعائلته الى لبنان منذ حوالي الأربع سنوات بعدما فقد محل الالكترونيات كما منزله في سوريا وخسرت زوجته عملها في معمل للخياطة فقرر الانتقال الى جنوب لبنان، بعد «خسارة كل ما يؤمن له ولأفراد أسرته الاستقرار والحياة بأدنى شروط العيش»، حيث يعمل أخوه ليعمل معه في أحد المطاعم على ضفاف نهر الوزاني.

يعتبر حسين أن «الأزمة السورية ستستغرق وقتا طويلا ومن الواضح أنه لا حل قريبا»، لذلك قرر أن يبدأ رحلة البحث عن الاستقرار في جنوب لبنان محاولاً إيجاد طريقة لزيادة مدخوله بعيداً عن الأعمال الموسمية، فقرر منذ حوالي الثلاثة أشهر، استثمار محل لبيع الملابس في الوزاني مخصص للعمال واللاجئين السوريين الذين يعيشون في الجوار بعدما وجد نقصاً ملحوظاً في سوق الملابس، كما «أن السلع المعروضة في الاسواق اللبنانية، تحديداً الثياب، تعتبر باهظة الثمن بما لا يتماشى مع أوضاع السوريين في لبنان، خصوصاً الفئة العاملة في الزراعة».

يقع محل حسين للألبسة بين محلين آخرين في بقعة جغرافية ضيقة. تعود ملكية هذه المحال لأشخاص لبنانيين غالباً ما يكونون أصحاب الأرض، أما من يعمل في هذه المحال فهم أشخاص من الجنسية السورية. «جاءت فكرة محل الملابس بعد الإقبال الكثيف على الشراء من المحال المجاورة، خاصة السوبر ماركت التي تم فتحها منذ عام تقريباَ والتي تشهد ازدحاماً قوياً من الزبائن السوريين في أوائل الشهر على وجه الخصوص، إذ إنها تقدم خدمة الدفع عبر البطاقات الالكترونية الموزعة من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين وغيرها من مؤسسات المجتمع المدني»، في هذه الفترة يأتي الزبائن من المناطق المحيطة كما المناطق الأبعد مثل منطقة الأحمدية بهدف التسوق من السوبر ماركت وتكون فرصة مناسبة لزيارة محل حسين للألبسة المملوء بالملابس البالية كما الجديدة التي يشتريها بالجملة من النبطية والخيام، ويعرض حسين الثياب بأسعار زهيدة لا تتخطى السبعة آلاف ليرة لبنانية للقطعة الواحدة. ويذكر حسين أن مردود المحل يتراوح بين 15 و50 ألف ليرة يومياً، ما يؤمن حياة كريمة له ولعائلته.

يسكن حسين وعائلته في منزل صغير بالقرب من نهر الوزاني تعود ملكيته الى أصحاب أحد المطاعم الواقعة على ضفاف النهر، مقابل أن يهتم حسين في صيانة المطعم ومنزل مالك البيت. ويأمل حسين أن يكبر محله ويطور تجارته فكانت الخطوة الأولى أن يبدأ ببيع الألعاب المائية لقاصدي المنتجعات السياحية في الوزاني من اللبنانيين، على أمل أن يتوسع ليتسقطب أكبر عدد من الزبائن بغض النظر عن جنسيتهم.

ماري مارون 

السفير بتاريخ 2015-06-24 على الصفحة رقم 4 – محليّات

Script executed in 0.1638560295105