فيما يلي كلمة رئيس مجلس ادارة مستشفى بنت جبيل الحكومي الدكتور توفيق فرج
«سعادة النائب أيوب حميّد و النائب علي بزي المحترمين.
معالي الوزير نزيه بيضون المحترم.
سعادة قائمقام بنت جبيل بالإنابة الحاج خليل دبوق المحترم.
رئيس ديوان المحاسبة القاضي أحمد حمدان المحترم.
ممثلي القوى العسكرية و الأمنية من جيش و قوى أمن داخلي و أمن عام و أمن دولة المحترمين.
ممثلي قوات اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان و بالخصوص الكتيبة الفنلندية-الايرلندية المحترمين.
ممثلي حركة أمل و حزب الله المحترمين.
الفعاليات البلدية و الاختيارية و الثقافية و المالية المحترمين.
رؤساء مجالس ادارة مستشفيات تبنين و ميس الجبل المحترمين.
الزملاء الأطباء و الممرضين و المستخدمين و جميع الأهل و المحبين.
نرحب بكم جميعاً و أهلاً و سهلاً بكم في مستشفى بنت جبيل الحكومي.
ها قد أقبل شهر رمضان، شهر الخير و البركة و العطاء و التزود للآخرة. شهر هو أفضل الشهور عند الله. و ككل عام نجتمع معاً في هذا الصرح الانساني لنؤكد ثباتنا على محبتنا لكم و استعدادنا التام لخدمة أبناء شعبنا و تقديم الأفضل لهم.
و نحن في هذا الشهر الفضيل نذكر أن كل ما أمرنا الله أن نفعله هو الخير، فبعضنا فعل الخير في حياته كالنهر الجاري يتدفّق بقوة و غزارة. فمن هنا العبادات و الأذكار و القرآن الكريم و من هنا حسن الخلق و صلة الأرحام و مد العون للمحتاج و مساعدة المريض. و بعضنا فعل الخير في حياته كالخيط الرفيع يكاد لا يرى فهو ضعيف شحيح قليل. و قد اثرنا نحن في مستشفى بنت جبيل الحكومي ادارة و أطباء و ممرضين و موظفين أن نكون كالنهر الجاري في العطاء و فعل الخير و العمل الدؤوب لبلسمة الآلام و زرع البسمة على شفاه من يقصدنا. فنحن نعمل كالجنود المجهولون في هذه الساحة الانسانية، نعمل من أجل الانسان في الوطن مجسّدين الوحدة الوطنية الحقيقية. فلا وجود للسموم الطائفية في صرحنا، بل نعمل جميعاً كخليّة نحلٍ لنقدم أفضل العلاجات و الخدمات المتوفرة لمرضانا في ظل الحفاظ على كرامة المريض و حياته التي نعتبرها أمانة في أعناقنا.
فلأطبائنا و ممرضينا و مستخدمينا نقول استمروا على هذا النهج القويم رغم السهام التي تأتي من هنا و هناك. مرددين قول الشاعر:
و اذا الصديق أسى عليك بجهله فاصفح لأجل الود ليس لأجله
كم من عالم متفضل قد سبّه من لا يساوي غرزة في نعله
و نتابع التثقيف العلمي المتواصل من خلال الندوات و المحاضرات العلمية الدورية في المستشفى للأطباء و الممرضين مستشهدين بقول الامام علي (ع):"العلم خير من المال، العلم يحرسك و أنت تحرس المال".
أيها الحضور الكريم: مستشفى بنت جبيل، مستشفى مركزي استيعابه فوق مادية سرير، و قد ناشدنا و طلبنا من معالي وزير الصحة العامة رفع السقف المالي السنوي الحالي المخصص للمستشفى ليتناسب مع حجم تقديمات المستشفى للمرضى و الأقسام الأساسية العاملة فيه كقسم غسل الكلى و العناية الفائقة المركزة و قسم الجراحة العامة و قسم الجراحة النسائية و التوليد و غيرهم. و بهذه المناسبة نزف لأهلنا خبر افتتاح قسم العلاج الكيميائي في مستشفى بنت جبيل الحكومي في القريب العاجل بعد أخذ موافقة وزارة الصحة العامة الرسمية على ذلك، واعدين الأهل أن هذا الصرح لن يقف مكانه، بل سنكون في تطور دائم. و افتتاح الأقسام الضرورية لحياة الناس رغم الأوضاع المادية الصعبة. فنحن نعمل لأجلكم و ليس لأجل جيوبنا مستشهدين بقول الامام علي (ع): "أفضل الناس أنفعهم للناس".
أيها الأحبة تعيش أمتنا العربية أحلك أيامها فالأنظمة العربية عرفت السلطة و لم تعرف معنى الدولة، رهنت مقدّرات البلاد و طاقاتها لتكريس بقائها و حاربت دعوات الإصلاح على المستويات كافة، و أقت الجمهور عن القرار السياسي و فاقمت الولاءات الدينية و الطائفية و الاثنية بفضل السياسات الطغيانية و سلطة الحكم الواحد. و ها نحن اليوم نشهد ضمور حضور الدولة لمصلحة جماعات العنف الديني التكفيري الذين يتاجرون بالدين على قاعدة أوهام الخلافة الاسلامية، فضاع الاسلام و ضاع المسلمون و تختفي الكيانات السياسية مع ما يرافقها من تدمير ممنهج للحضارة العربية.
فهؤلاء التكفيريون صوروا الله على هيئة حاكم، عقابه أقرب من ثوابه، و قسوته أقرب من رحمته، أخرجوا الدين من مفهومه الانساني الواسع إلى مفهومه القومي. و ادعوا أنهم يحتكرون الحقيقة /الحق و أن الآخر هو الباطل. أباحوا سرقة الأوطان باسم الفتح المبين و باركوا زهق الأرواح باسم الجهاد في سبيل الله أولئك هم الذين يكتبون الكتاب بأيديهم و يقولون هذا من عند الله. و هنا لا بد من الاستشهاد بقول الامام الخميني: "ان أخطر المتحجرين و المتظاهرين بالقداسة الحمقى ليس قليلاً في الحوزات العلمية، و على الطلاب الأعزاء أن لا يقصروا و لو بلحظة في التفكير بأمر هذه الأفاعي الرقطاء". أو كما قال حافظ الشيرازي : "اطمئن يا قلبي، لن ينفع ابليس تظاهره بالاسلام".
أيها الاخوة: نعيش اليوم حرباً تدميرية تفتيتية طويلة لاأفق لها يقوم بها التكفيريون الارهابيون تنفيذاً للمخطط الصهيوني- الغربي، و بمساهمة فاعلة من بعض دول البترودولار العربية، و علينا نحن في لبنان أن نحصن أنفسنا و على جميع القوى السياسية أن تتواضع في طروحاتها حفاظاً على الكيان الوطني لأننا نحن في لبنان لا نعيش في جزيرة معزولة عن محيطها، ندعي الحياد و النأي بالنفس كالنعامة التي تغمر رأسها بالرمل . و نقولها بالفم الملآن نحن هنا لما كنا اجتمعنا لولا الدماء الزكية للمقاومين الأبرار التي روت أرض الجنوب و دحرت العدو الصهيوني. فنهجنا مقاومة ثم مقاومة ثم مقاومة. و لا بد لنا من الإشادة بالدور الوطني الكبير الذي يقوم به الجيش اللبناني في مواجهة الميدانية و اليومية للارهابيين و التكفيريين سواء من داخل لبنان أو على حدوده، و للحفاظ على الجيش الوطني اللبناني يجب على كل لبناني أن يدعمه و يحميه لأنه بذلك يدعم الوطن و يحميه.
الحضور الكريم: منذ افتتاح المستشفى أقسامه المختلفة ابتداءً من 1/1/2011 حيث توزع المرضى لغاية 23/6/2015 على الأقسام كالتالي:
قسم النسائي و الأطفال: 5318 مريض
قسم الصحة و الجراحة:9820 مريض
قسم العناية الفائقة: 1831 مريض
قسم الطوائ: 20347 مريض
قسم المختبر و الأشعة: 61607 مريض
قسم العيادات الخارجية:14204 مريض
قسم العلاج الفيزيائي: 1889 مريض
قسم العلاج بالناظور: 1129 مريض
قسم غسل الكلى: 30 مريضاً
ولادات طبيعية: 858 مريضة
ولادات قيصرية: 744 مريضة
عمليات جراحية: 5223 مريض
المجموع 123000 مريض
أيها الحضور الكريم: و كما جرت العادة لا بد أن نعرض أمامكم الانجازات التي قمنا بها خلال عام، فقد دشنا و الكتيبة الفنلندية –الايرلندية محطتي تكرير المياه الآسنة بكلفة 32 ألف دولار أميركي التي نفذت بالمستشفى إذ تحملت المستشفى نصف التكاليف و الكتيبة الفنلندية-الايرلندية النصف الآخر. و محطة التكرير هذه حافظت على البيئة و وفرت المياه المكررة لاستعمالها في ريّ المزروعات في المستشفى. و هنا لا بد من تقديم الشكر لقوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان و خاصة الكتيبة الفنلندية-الايرلندية.
و ككل عام لا بد لنا من ذكر أصحاب الأيادي الخيّرة المعطاءة الذين دعموا المستشفى و ساهموا بتطوير ادانة مستندين إلى قول الامام علي (ع): "لا تفعل الخير رياء، و لا تتركه حياءً". فهذا العام و لتأمين Phaco للمياه الزرقاء و Microscope Ophtalamique تداعى المخلصون و المحبون في سيدني بأستراليا الى اجتماع لدعم مستشفى بنت جبيل الحكومي و شراء هاتين الآلتين المذكورتين، و تم التبرع حتى الآن بمبلغ 115 ألف دولار أسترالي، و هنا لا بد لي من شكر اللجنة التي قامت بهذا العمل و هم: د.فرد نصر- السيد مححمد نجيب بزي – السيد حسن حرب – السيد علي أيوب بزي - السيد حسن موسى – السيدة جمانه طنانا و السيدة صونيا جلاد. آملين منهم متابعة جهودهم لاستكمال المبلغ المذكور لشراء الآلتين. كما يطيب لي أن أنوّه بالحاج محمد نجيب بزي و الحاج خليل عجمي اللذين تبرعا بعشرين صينية طعام للمستشفى و الحاج محمد نجيب بزي أكمل فضله فتبرع بأربع صواني أخرى مع عبة خاصة للصواني. و هنا نردد قول جبران خليل جبران: "جميل أن تعطي من يسألك ما هو بحاجة إليه و لكن أجمل من ذلك أن تعطي من لا يسألك و أنت تعرف حاجته".
كما و نتقدم بالشكر و الامتنان للذن ساهموا مع المستشفى بإقامة هذا الإفطار. و بناء على طلب بعضهم آثرنا عدم تسميتهم من منطلق: "لا تعلم يدك اليسرى ما أعطته اليمنى".»































































































