أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

«صيدا».. عاصمة رمضانية تاريخية

الأربعاء 01 تموز , 2015 09:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,429 زائر

«صيدا».. عاصمة رمضانية تاريخية

تعتبر «عاصمة الجنوب» عاصمةً رمضانيةً بامتياز لسائر المواطنين الذين يقصدونها من مختلف المناطق، كي يعيشوا وقائع «شهر الصوم» في «عاصمة الصوم». تحرص المدينة على أن تعكس أوضاعها الأمنية المستقرة التي تعيشها على كل من يزورها، فتخرج حلتها الرمضانية أجواء رمضانيةً مبهجة تزين شوارعها.

عاداتٌ كثيرة ما زالت تستقر هنا. يحرص الآباء على توريثها للأبناء: من شراء فوانيس رمضان وتعليقها، إلى إحياء الليالي الرمضانية، وصولاً إلى المسحراتي الذي يحبه الجميع. لذاك حكايةٌ أخرى، فعلى الرغم من التطور الكبير الذي وصلنا إليه، وعدم الحاجة «فعلياً» إلى رجلٍ يمر بطبلته لإيقاظ النائمين، إلا أن هذا الطقس لا يزال حياً يُرزق.

في الأزقة الضيقة والطرق الرفيعة يطل الرجل. يحمل بيده طبلةً كبيرةً وبالأخرى مطرقةً ضخمة. يُطلق العنان لصوته الذي يصدح في الأرجاء بعيد الواحدة والنصف بعد منتصف الليل، ليوقظ النائمين ويدعوهم لتناول السحور استعداداً لصوم اليوم الآتي من شهر رمضان.

يُعدّ شهر رمضان قيمةً مضافةً للمدينة العتيقة. يتحضر السكان لـ «الشهر الكريم» قبل وصوله بأشهر عدة. يكاد يصبح تراثاً خاصاً بعاداته وتقاليده «الصيداوية» البحتة.

وعلى الرغم من حالة الصوم العامة، إلا أن أسواق المدينة لا تعرف الراحة نهاراً، حيث تشهد حركةً كثيفةً للأهالي والوافدين للتسوق والتزود بما يشتهيه الصائمون من مرطبات «عرق السوس»، و «التمر هندي» و «الجلاب» والحلويات العربية الرمضانية المتنوعة.

أما ليلاً، فتعج المدينة بحركة زائرين لا تعرف السكون. في المقاهي سهراتٌ تمتد حتى ساعات الفجر. وفي الكورنيش البحري، سهرٌ وبهجةٌ وفرح لا تخفت حتى ساعات الفجر. أما المساجد فلها الدور الأكبر، حيث تقام صلوات التراويح والتواشيح والابتهالات الدينية.

صيدا خلال شهر رمضان ترتدي زياً جديداً، ترتدي حلةً رمضانية وهاجة تأخذ من المستديرات ومداخل المدينة ووسطها التجاري مستقراً لها. أما بلديتها فتتعاون مع الجمعيات الأهلية والمؤسسات الخاصة لرفع المصابيح والفوانيس في «ساحة النجمة»، في وسط المدينة، وفي كل الساحات.

محمد صالح

السفير بتاريخ 2015-07-01 على الصفحة رقم 4 – محليّات

Script executed in 0.19279408454895