من النادر جداً على موائد شهر رمضان المبارك في منازل اللبنانيين ان لا تتبارك المائدة بسيد الاطباق الذي من الضروري وجوده على رأس الاطباق الاخرى.
انها «الفراكة» التي تميزت بها السيدة اللبنانية على مر عقود من الزمن فمنذ القِدم بدّق اللحمة المدقوقة على «البلاطة» في جرن خاص لدق اللحمة النيّئة. وعلى سبيل الفكاهة يعتبر احد الاشخاص في بنت جبيل انه لا يمكن ان يهنأ في طعامه في شهر رمضان المبارك من دون صحن «الفراكة».
تصنع الفراكة من "اللحمة المدقوقة" بمدقة خشبية على بلاطة من صخر أو رخام، إذ لا يحبذها البنت جبيليون خارجة من الماكينات الكهربائية الا في حالات الضرورة. ويحتاج صحن الكبة حسب وصفة اهالي بنت جبيل الى دق كيلوغرام واحد من لحم الغنم أو البقر «هبرة» ثم تضاف إليه كمية من الدهن الأبيض "لية الغنم" وبعد ذلك دق اللحمة وإفراغها كليا من الشروش وإبقاء اللحمة حتى تصبح ليّنة وطرية وتُزال عنها كل الشوائب والأوردة. ومن ثم تحضير"«السميد» البرغل المغسول والمنقوع بالماء ووضعه لمدة 5 دقائق ليطرأ ومن ثم مزجه مع اللحم مع إضافة الملح والقليل من الماء البارد ثم عجن الفراكة باليد والاستمرار بذلك حتى تصبح عجينة الكبة لينة متماسكة وملساء، وتمد في الصحن او حسب الحجم وبعد ذلك يضاف اليها زيت الزيتون الاصلي.
