وكانت ظاهرة هذا المرض المعروف بـ «البطليموس» قد بدأت بالانتشار قبل نحو ثلاثة أعوام في بعض القرى والبلدات الحدودية، ولم تتم السيطرة عليه او حتى التخفيف من انتشاره حتى الان من جانب الوزارات المعنية، وتحديداً وزارة الزراعة من جهة والمزارعين انفسهم من جهة ثانية، الذين يتعاطون مع هذه النبتة هامشياً، ولا يعملون على رعايتها بالشكل المطلوب، باعتبار ان اهداف زرعها في السابق كان لغايات التسييج وحماية الاراضي، قبل ان يدرك المزارعون لاحقا أهمية انتاجها وحاجة السوق اليها.
يؤكد المزارع حسين علوية، الذي تتهالك نباتات الصبار امام منزله في منطقة العزية ـ العباسية، أن هذا المرض الفتاك والقاتل لم يعرفه المزارعون بهذا الحجم منذ زمن بعيد، وأدى في الموسم الحالي الى القضاء على جميع النباتات التي يملكها، بعدما اجتاحتها حشرة «البطليموس» وحولتها الى كتلة بيضاء تشبه الثلج، ثم يبست من جذورها.
يشير علوية إلى أن «المرض داهمنا ولا نعرف ما يجب القيام به للتخلص من انتشاره»، مطالبا وزارة الزراعة بـ «تقد يم الارشادات للحفاظ على ما تبقى من نبتة الصبار التي تتقلص سنويا». ويؤكد المهندس والخبير الزراعي محسن جفال ان مرض المن القطني هو مرض «حشري» ناجم عن مبيض حشرة المن القطني «البطليموس»، التي تنتشر بسرعة كبيرة في الجذوع والاقراص والثمار، وتتسبب بهلاك النباتات اذا لم يتم السيطرة عليها بشكل مبكر، بواسطة رش مبيدات مضادة.
ويقول جفال إن «أحد المزارعين في منطقة دير قانون رأس العين، يتعامل مع الصبار بطريقة علمية وزراعية ويواضب على رشها والعناية بها، لذلك لم تصب بالمرض»، مشدداً على ضرورة «اهتمام المزارعين بالصبار من خلال عمليات الرش والمكافحة الموسمية، خصوصا وان ادوية المكافحة متوفرة وفعالة بشكل كبير».
ويعرب جفال عن اعتقاده بأن «هذا المرض انتقل من الأراضي الفلسطينية عبر احد المستثمرين الاسرائيليين، الذي استورد هذا النوع من المن القطني من شرق آسيا لاستخدامات تجارية، حيث يستخرج من القطن الصبغات وادوات التجميل المرتفعة الثمن»، لافتاً إلى «ضرورة تلف النباتات التي تعرضت للمرض وقُضي عليها نهائيا، من خلال عملية الطمر، كي لا تنتقل عدوى المرض الى مزروعات أخرى».
ويقول مصدر في مصلحة الزراعة في الجنوب إن «المرض ينتشر حاليا بشكل كبير، وثمة امكانية لعلاجه والسيطرة عليه، إذ توجد في وزارة الزراعة بعض الأادوية المكافحة للمنّ القطــني»، مطالباً المزارعين بمراجعة المصلحة للقيام بما يلزم، بهدف وقف انتشار المرض.
حسين سعد
السفير بتاريخ 2015-07-06 على الصفحة رقم 4 – محليّات