كلام السيد صفي الدين جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله لمناسبة مرور ثلاثة أيام على استشهاد المجاهد القائد الحاج جميل حسين فقيه، وذكرى مرور أربعين يوماً على استشهاد شقيقه المجاهد القائد الحاج غسان حسين فقيه، وذلك في حسينية بلدة الطيري الجنوبية بحضور مسؤول منطقة الجنوب الأولى في الحزب أحمد صفي الدين إلى جانب عدد من العلماء والفعاليات والشخصيات، وحشد من أهالي البلدة والقرى المجاورة.
وأكد السيد صفي الدين أن المقاومة حينما تقوم بواجبها سواء في معركة السلسة الشرقية والقلمون أو في المعركة الدائرة اليوم في الزبداني فإنها تدافع عن وطنها، وحينما واجهت طوال السنتين الماضيتين العبوات ومن جاء بها ودفع المال وجنّد الإنتحاريين، فإنها بذلك حمت لبنان وشعبه من الخراب والمجازر، متسائلاً أين سيكون لبنان لو أن هؤلاء التكفيريين دخلوا إليه من السلسلة الشرقية، أو أنهم تمددوا بعبواتهم ومخازنهم ومخابئهم في بيروت والضواحي، وهل بإمكان بعض اللبنانيين اليوم أن يقدموا ضمانات بأن لا يتسلل المجرمون والتكفيريون إلى الوطن ليخرّبوا كل شيء، أو أن يحدثوننا عن صورة لبنان كيف ستكون، فل يسألوا سفراء السفارات التي يذهبون إليها باستمرار عن حال لبنان لو دخل إليه التكفيريون، مشيراً إلى أن بعض اللبنانيين الذين يمعنون كذباً على الناس يتحدثون في مجالسهم وفي كثير من المجالس العامة عن الخطر الداعشي والإرهابي، وعن خطر هؤلاء التكفيريين على كل لبنان، وهم في الأيام الأخيرة سادهم الخوف جراء بعض الأحداث التي حصلت في لبنان من مظاهرات وغيرها.
وشدد السيد صفي الدين على أن الخطر الذي تتحدث عنه المقاومة وتدفعه وتبعده بشهدائها ليس خطراً موهوماً، بل هو خطر حقيقي، ونحن على ثقة تامة أنه لولا المقاومة وشهدائها لكان خطر التكفيريين موجوداً في كل قرية وبلدة وشارع وحي بغض النظر عن المنطقة أكانت شمالاً أو جنوباً أو بقاعاً أو جبلاً أو في العاصمة أو في أي مكان آخر من لبنان، فهؤلاء الشهداء هم الذين حموا لبنان، وهم الذين يحمونه ويبقوا استقلاله ناجزاً، ومن دون شهداء مقاومتنا في تلال السلسلة الشرقية وفي الشام وإدلب وحلب وفي كل مكان قاتلنا فيه لكان لبنان ساحة مستباحة لداعش والنصرة والقاعدة، ولا بقي مكان لأحد لا لحكومة ولا لأي موقع رسمي في لبنان.
ولفت السيد صفي الدين إلى أن بعض اللبنانيين الذين يتحدثون في الجلسات واللقاءات وفي بعض إعلامهم عن الإستقرار، لم يقدموا ولم يبذلوا تضحيات من أجل تحقيق هذا المطلب، فالذي ضحّى هو الجيش اللبناني والمقاومة والناس الذين صبروا وثبتوا وصمدوا وما زالوا في طريق الثبات والمقاومة، مؤكداً أن كل الذين يتربصون بالمقاومة شراً، ويكيدون لها ولشهدائها ولقيمها، فإنهم سيموتون بحسراتهم، وأن كل الذين ينتظرونها في كل لحظة أن تهزم من أجل أن يجدوا لهم موئلاً في لبنان أو في المنطقة أو مغنماً عند زعمائهم، فإنهم سينتظرون كثيراً، لأن المقاومة لن تهزم، وهم لن يصلوا إلى تحقيق أي هدف يتوخونه على الإطلاق.