و على عكس الأوضاع السياسية المتشنجة، سادت أجواء الارتياح و الطمأنينة، فالكل منهمكٌ في شراء ثياب العيد. و رغم الغلاء المعيشي فإن الأسعار التي يقدّمها الباعة للزبائن يوم الخميس تنافس أسعار السوق في باقي الأيام. و على وقع الأناشيد الحماسية دارت العجلة الإقتصادية، و الحصة الأكبر في هذا السوق لتجار الألبسة و الأحذية.
كما يتكرر في السوق مشهد الأم التي تصطحب صغارها محاولة إرضائهم بثياب تليق بمزاجهم، فهو السوق الرمضاني ما قبل الأخير. إضافة إلى تواجد أعداد كبيرة من أهالي الاغتراب الذين قدموا لقضاء الصيف في البلدة.
و رغم أن الأسواق الأخيرة قبل نهاية الشهر الفضيل هي الأنشط حركةً و الأربح بالنسبة للتجّار، إلا أنها "مُنهِكة" بحسب تعبير إحدى الباعة، إذ يتوجّب عليها العمل وسط الزحمة و تحمل حرارة الشمس أثناء الصوم. و لكن التعب يهون في آخر النهار، حين تنجز المهمة.
كذلك مدّد التجار لبسطاتهم، و استمروا حتى ساعات الظهر. و لربما هو "التمديد" الأكثر إيجابية، لأنه حصيلة إجماع الأهالي و الباعة. و من لم يفلح في نيل مطلبه، ينتظر الخميس القادم.
