باستثناء نهر الليطاني الذي يحاذي حدودها العقارية الجنوبية الشرقية وقلعة الشقيف، التي أنجزت المرحلة الأولى من تأهيل وترميم آثارها ومعالمها التاريخية التي دمّرها الاحتلال الإسرائيلي خلال أكثر من خمسة وعشرين عاماً من الاعتداءات التي استهدفتها، وذلك بتمويل من «الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية» وبالتعاون مع وزارة السياحة. ومن المقرر أن تبدأ المرحلة الثانية من تأهيل وترميم القلعة بعد توفر الأموال اللازمة في وقت لاحق.
تتركز معظم الاستراحات والمتنزهات في منطقة النبطية على ضفتي نهر الليطاني، لاسيما في محيط وخراج بلدات قاعقعية الجسر، كفرصير، طيرفلسيه، الزرارية، زوطر الشرقية، قلعة الشقيف وجسر الخردلي، فضلاً عن توزع عدد منها على مناطق جباع، عين بوسوار، مليتا، جرجوع، بفروة، أنصار، النبطية، أرنون، كفرتبنيت، سهل المئذنة في كفررمان، في الوقت الذي شهدت المنطقة افتتاح أول فندق فيها تملكه «استراحة القلعة» الواقعة على مدخل قلعة الشقيف.
لكنّ الحركة السياحية على الجزء المفتوح من نهر الليطاني، الواقع شمال جسر الخردلي، امتداداً حتى مزرعتي «طمرا والمحمودية»، ما زالت تعترضها مشكلة عدم سماح السلطات المعنية بإنشاء المباني والمنشآت السياحية الثابتة عليه، بسبب وضع هذا الجزء «قيد الدرس» بسبب مشروع الليطاني الذي بوشر بتنفيذه في المنطقة، منذ العام الماضي، وإذا ما قدّر لهذه القضية أن تجد الحلول المناسبة لها، فمن المنتظر أن تشهد هذه المنطقة ورشة عمرانية كبيرة تضمّ عشرات المنشآت والمتنزهات، نظراً لأهميتها السياحية الكبيرة.
انعكاسات سلبية
يطالب نقيب أصحاب المؤسسات والمتنزهات السياحية في الجنوب علي طباجة المسؤولين في الحكومة ووزارة السياحة، بـ «العمل على وضع الجنوب على خريطة الترويج السياحي، في خضم الموسم السياحي الحالي، وخفض الضرائب على القطاع السياحي، وتحديد أسعار خاصة بالكهرباء للمؤسسات السياحية أسوة بالقطاع الصناعي، وتسهيل التراخيص للمؤسسات السياحية العاملة في الجنوب، ودفع التعويضات عن الأضرار التي لحقت بالمؤسسات السياحية خلال العدوان الإسرائيلي العام 2006».
ويلفت طباجة إلى «تصاعد صرخات أصحاب المتنزهات والاستراحات بين الآونة والأخرى شاكية ضيق الحال، في ضوء الانعكاسات السلبية التي يتركها الإهمال المنظم على الواقع السياحي في المنطقة من جهة، وعلى أعمال المشتغلين في القطاع من جهة ثانية»، مشيراً إلى أن «طليعة المشكلات تكمن في انعدام التيار الكهربائي باستمرار، فضلاً عن الأوضاع السيئة للطرق المؤدية إلى مؤسساتهم، والمشاكل القانونية الأخرى».
يقول مسؤول «نادي الشقيف في النبطية» أكرم فران، إن النادي، من خلال الاستراحة والمطعم، «لا يبتغي الربح التجاري المعروف في المؤسسات السياحية الأخرى»، لافتاً إلى أن «ما يحققه النادي من أرباح يذهب لتغطية بدل مصاريف موظفين وتجهيزات، وما يفيض عن ذلك يدفع لإضافة التحسينات عليهما من حين لآخر، وفق المقتضيات والظروف».
وعلى الرغم من كل ما يعانيه أصحاب الاستراحات والمتنزهات على نهر الليطاني، فإن العمل في «استراحة الغدير» بالقرب من جسر الخردلي، يبشر بموسم جيد غداة عيد الفطر، بحسب صاحبها جميل فرحات، الذي طالب بتزويد المناطق التي فيها هذه المؤسسات بالمرافق والبنى التحتية اللازمة، والتي من شأنها تعزيز هذه المشاريع وتطويرها، بما يؤدي إلى ازدهارها وتعزيز دورها.
أما علي عواضة، مدير نادي ومتنزه «سبور ناتور» الواقع على ضفة نهر الليطاني تحت جسر الخردلي، فيطالب بتوسيع وتأهيل طريق جسر الخردلي القديم، ليتمكن الزائرون والمتنزهون من الوصول بسهولة إلى هذه المنطقة، وبإعطاء الرخص القانونية اللازمة لأصحاب الممتلكات على ضفتي نهر الليطاني في محيط قلعة الشقيف وجسر الخردلي ومزرعة طمرا، الموضوعة قيد الدرس بسبب مشروع الليطاني، كي يتسنى لأصحابها التصرف بها واستثمارها في المشاريع السياحية المختلفة».
وتركز العمل في المؤسسات والمتنزهات السياحية في منطقة النبطية خلال شهر رمضان على الإفطارات والولائم الرمضانية في أوقات الليل، بحسب مدير متنزه ومطعم «ميّ وفي» في قاعقعية الجسر حسن سلامة، لكون الحركة خلال النهار خفيفة جداً، مشيراً إلى تأثير شهر رمضان على العمل في الاستراحات والمؤسسات نهاراً، خصوصاً بعد حلوله في عز الموسم السياحي لهذه السنة، لكن هذا الأمر عوّضته الإفطارات والولائم الليلية وزيارات ما بعد الإفطار التي تشهد زحمة لا بأس بها.
عدنان طباجة
السفير بتاريخ 2015-07-11 على الصفحة رقم 4 – محليّات