يزور «حمى إبل السقي» أنواع كثيرة من الطيور العابرة والمقيمة كاللقلق والباشق والعقاب والسمن والفري والبط والأوز وغيرها.
يلاحظ المارة على طرق حاصبيا ومرجعيون الأسراب الكبيرة والأعداد الهائلة من الطيرو التي تتجمع في «حمى إبل السقي» التي صنفت بالممر الخامس عالمياً للطيور المهاجرة. تعتبر بلدة إبل السقي من أجمل القرى الجنوبية، فهي البلدة النموذجية التي وصف سلام الراسي، شيخ الأدب الشعبي وإبن البلدة، بيوتها المسقوفة بالقرميد الأحمر بشقائق النعمان المتلألئة في نيسان.
تمتد بلدة إبل السقي على مساحة 779 هكتاراً من قضاء مرجعيون وترتفع حوالي 656 متراً عن سطح البحر، وتقع بين قضاءي مرجعيون وحاصبيا ما يتجسد في التنوع الطائفي الداخلي في البلدة فيسكنها الدروز والمسيحيون. لا ينعكس موقع إبل السقي الجغرافي فقط على سكانها بل على سمائها أيضاً، فيساهم مناخها وطبيعة أرضها الغنية بالماء والمزروعات المتنوعة كما الأراضي المحيطة في استقطاب الطيور ليجعل من «حمى إبل السقي» نقطة تلاقٍ بين الكثير من أنواع الطيور المهاجرة الآتية من الشمال الى الجنوب وبالعكس.
يتوزع «حمى إبل السقي» على مساحة لا يمكن حصرها بالنظر، تقدر بثمانمئة دونم، بحسب ما يؤكد مختار مرجعيون سامي عبلا. يغلب الصنوبر بنوعيه البَري والمثمر على شجرها منه، ما يكاد يلامس السماء بأغصانه المرتفعة وأخرى حديثة الزراعة لا يتجاوز طولها المتر الواحد، والجدير بالذكر أن أكواز الصنوبر تعرض للبيع لأهل القرية في الموسم عبر مناقصات تقدم عادة للبلدية.
بالإضافة الى أشجار الصنوبر، تنتشر في الحرج أشجار السرو والكينا والخروب التي تشكل طعاماً لذيذاَ لبعض الحيوانات، كالخنازير البرية التي تزور المحمية وتستريح بأمان بعيداَ عن أعين الصيادين. وتتواجد بعض الأنواع الأخرى من الشجر كاللوزيات التي شارفت على الانقراض بعدما انتهى عمر أكثرها من دون زراعة بدائل عنها.
أما المساحة الباقية من المحمية فتتوزع على مبنيين وباحة صغيرة مخصصة لاستقبال الزوار ولإقامة بعض النشاطات لأطفال المنطقة، فهي تشمل أرضاً يتم العمل على تشجيرها، بالتعاون مع «جمعية جذور»، كما يؤكد عبلا. ويجري أخيراً العمل على إعادة تأهيل البركة الاصطناعية في المحمية، بعدما تضررت خلال حرب تموز 2006، ويصار إلى تسوية ممراتها الزراعية وتشحيل الأشجار، وذلك بهدف المحافظة على الثروات الطبيعية، كما تؤكد مديرة مكتب AVSI دورين مارون، التي تهتم بأعمال الترميم، وهي منظمة تعنى في الزراعة ومتواجدة في المنطقة، بتمويل من التعاونية الإيطالية ووزارة الزراعة اللبنانية والسلطات المحلية، الممثلة بالقائمقامية وذلك بعد حل المجلس البلدي في القرية بسبب خلافات داخلية منذ ما يقارب ستة أشهر.
يقول عبلا، المكلف من قبل القائمقامية بمراقبة أعمال الترميم، إن مساحة البركة الاصطناعية تحتل حوالي 1500 متر مربع وهي من أهم معالم المحمية، إذ هي العامل الأساسي الذي يجذب الطيور خلال رحلتها الطويلة. ويشير إلى أن الأعمال تحتاج نحو ستة أشهر لتعود المحمية الى طبيعتها، عسى أن يعود «حمى إبل السقي» ممرا آمنا لأسراب الطيور المهاجرة، ونقطة تلاقٍ وانطلاقة جديدة ومحطة مريحة لها في مرجعيون.
ماري مارون
السفير بتاريخ 2015-07-21 على الصفحة رقم 4 – محليّات