بحضور وزير الماليه علي حسن خليل و النواب الدكتور ايوب حميد ،عبد المجيد صالح هاني قبيسي والسابق حسن علوية ،مستشار دولة الرئيس نبيه بري احمد بعلبكي ، عضو الهيئة التنفيذية في حركة امل علي سويدان ، عضوي المكتب السياسي محمد غزال وعباس عباس ، رئيس معهد الكوادر علي كوراني مسؤول اقليم جبل عامل المهندس علي اسماعيل ،المسؤول التنظيمي لإقليم بيروت علي بردى وأعضاء الاقليم ومناطق ، نائب رئيس الاتحاد العمالي العام حسن فقيه ، مطران صور للروم الكاثوليك مخايل ابرص ممثلا بالأب وليم نخلة ، ممثل جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية بسام ابو شقير ،رئيس المنتدى الفكري العاملي السيد علي فضل الله وجمع من رجال الدين ، ممثلين عن حزب الله و شخصيات امنية ،عسكرية اجتماعية،تربوية ،نقابية ،جمعيات اهلية،رؤساء مجالس بلدية ،اختيارية ،ذوي الشهداء وحشد من الاهالي
قدم للاحتفال الزميل يعقوب علوية ، وتلا الشبل محمد زهير شعبان آي من القرآن ألكريم ثم النشيد اللبناني ونشيد حركة "أمل" عزفتهما الفرق الموسيقية في كشافة الرسالة الاسلامية
الوزير الخليل
والقى الوزير علي حسن خليل كلمة تحدث في مستهلها عن الثوابت الوطنية التي اطلقها الامام السيد موسى الصدر
قائلا :السلام عليك سيدي وقائدي يا موسى الصدر ،السلام عليك من الساحة التي اسست وأحييت ،ساحة المقاومة التي جعلتها نبراسا وهدفا ..لنا وسيلة للصمود والرفض والتحرير ،السلام عليك في الزمن الصعب يوم اختلطت المفاهيم وكان الكثيرون يبحثون عن تبرير لهزيمة الوطن ،كنت ترى أننا نستطيع المواجهة ،وأن الإرادة المؤمنة بالقضية تستطيع ان تكسر كل مشاريع الأعداء ،فأطلقت وأسست أفواج المقاومة اللبنانية "أمل" لتدافع عن حدود أرضنا المقدّسة ،جعلت الأرض أرضاً مقدسة والدفاع عنها قضية مقدسة ،وبعد عقود من الزمن نعود إليك مجددين البيعة والعهد أمامك في سجنك وأمام كل شهداء أفواج المقاومة اللبنانية "أمل" الذين دفعوا الدم من أجل أن نبقى مرفوعين الرأس في مواجهة كل التحديات ...وأفواجك في كل حين تجدد هذا الوعد كل سنة وفي كل محطة وسنبقى دعاة حرية وحماة للوطن وحدوده وسيادته واستقلاله
وتابع :نقف اليوم على منبر قائد من قادة أفواجك الذي واكب منذ البداية بوصلته المقاومة ضد اسرائيل ،اليوم على منبر الشهيد هاني علوية نقف بشموخ لأن فيه انتصار لكل الشهداء نستعرضهم ليس في ذاكرتنا فحسب بل في حاضرنا الذي نستمد منه القوة لمواجهة التحديات ...
حاضرنا اليوم ومستقبلنا لا قيمة له بدون الشهداء الذين بهم نحيا ونعيش ونناضل من أجل المستقبل الأفضل في حرية الأرض والإنسان ،قيمة الشهداء عندنا هي الدم الذي كتب فيه شهيد أمل في عين البنية "أن كونوا مؤمنين حسينيين "وأن نكون حسينيون هو اختصار لكل قيم الشهادة الحقيقية المستندة الى العقيدة والفكر والمشروع السياسي والذوبان في الله سبحانه وتعالى لكي نرتقي الى المستوى الذي أرادنا به أحرارا في الدنيا والآخرة ..
وأشاد خليل ببلدة مارون الراس التي وقفت وصمدت بوجه الاحتلال في العام 2006 ،حيث كنا بصمودها نحاور وكان الرئيس نبيه بري يتابع لحظة بلحظة مواقع الفعل على الجبهات ليستلهم من صمود المقاومين والناس قوة دفع لمحاورة العدو والصديق لكي نترجم هذا الصمود وهذه المقاومة انتصارا حقيقيا على المستوى السياسي وبتنا في تلك اللحظات نفاخر أننا في وطن تحده مارون الراس وهي حدود العزة والكرامة والبطولة والإباء ...الأوطان ليست جغرافيا ،هكذا فهمنا في لحظة من اللحظات ..هي تاريخ من المقاومين والشهداء الذين يجاورون السماء الذين صنعوا وطناً في تموز
وكما مارون سنبقى مرفوعي الرأس نمشي بعزهم نواجه العالم بأننا ثلة صغيرة وبإمكانيات قليلة قد استطعنا فعلا إفشال مشروع العدو الصهيوني التوسعي في السيطرة على الوطن وتحويله الى تابع لإسرائيل ،لقد جعلت المقاومة منذ انطلاقها في منتصف السبعينات في صمودها وتحديها في العام 1982 وبعدها اجتياحات وعمليات مقاومة حتى التحرير في العام 2000 وبعد المواجهات في ال 2006 كسرت المقاومة ما ارادته اسرائيل لهذا الوطن والأهم انها استطاعت ان تفرض على اسرائيل ليس فقط إعادة النظر بسيطرتها على لبنان ومقدراته وفيه ان المشروع الاسرائيلي ما زال قائما وأن المواجهة ما زالت مفتوحة ،وعلينا ان نبقي حالة المقاومة وثقافتها وإمكانياتها حاضرة ،وأن نتمسك بعنصر القوة هذا الذي شكّل مناعة حقيقية ليست لمناطق الجنوب فحسب بل الى لبنان كل لبنان لأننا رفعنا مع الإمام موسى الصدر ان الدفاع عن الحدود وعن شتلة التبغ هو الدفاع عن العمق في جبل لبنان
ولا يمكن ان يحمى الوطن وان تصان سيادته وان يحفظ استقلاله إلا عندما تكون حدوده مصانة
وأضاف :لقد تطلعنا في عز حرب تموز وبعدها ان نبقي هذا الانتصار وان نوظفه في خدمة منطق لبناني وطني موحّد قائم على تحديد الالتزامات الوطنية الأساسية وأولى هذه الالتزامات الحفاظ على السيادة والاستقلال والحفاظ على المقاومة وقوة الجيش الوطني الباسل الذي خاض في حرب تموز واستعد وتعاون بعد حرب تموز في العمل من اجل حماية لبنان وكانت وحدة موقف حقيقي بين المقاومة والجيش
وأستغرب كيف ان هذه الذكرى تمر وكأنها لا تعني شريحة واسعة من اللبنانيين كنا نتمنى ان تُحيى ذكرى الانتصارات على العدو الاسرائيلي في كل الساحات اللبنانية ،انتصار لبنان هي قضية بحجم الوطن ويجب ان نبقى ..
وأشار الوزير خليل بان التحديات تزداد وتكبر على المستوى الداخلي وعلى مستوى المنطقة وإن أولى واجبات اللبنانيين اليوم من جميع القوى السياسية ان تبقى مستعدة لمواكبة التغيرات الكبيرة على مستوى المنطقة ..التحولات فيما يتعلق بعلاقات الدول الكبرى والإقليمية مع بعضها البعض من الاتفاق النووي الى المتغيرات التي بدأت تحدث تحولا جديا في سوريا نحو اعتماد الحل السياسي بعد ان سقطت كل المشاريع الهادفة لإسقاط سوريا الحاضنة والداعمة للمقاومة وللشعب اللبناني
وأضاف إن التغيرات الحاصلة على مستوى المنطقة تفرض علينا كلبنانيين على اختلاف المواقع السياسية ان نعيد ترتيب بيتنا الداخلي في الحفاظ على صورة هذا الوطن وعلى مؤسساته السياسية لنكون مستعدين لملاقاة هذه المتغيرات بما يحكم المصلحة الوطنية الداخلية ..وإياكم ان تعتقدوا بان العالم ينتظرنا وان كل اتفاقيات الدول الكبرى والإقليمية والعربية مرتبطة بما سيحدث في لبنان .."لقد اختلفت الاولويات ربما يبقى لبنان اساسيا لكنه ليس في أحذ اولويات العالم " ولهذا علينا ان نحفظ وطننا ولو بالحد الأدنى من التفاهم السياسي الداخلي والحفاظ على عمل المؤسسات ،ليس منطقيا بأي اعتبار من الاعتبارات ان نطلق الرصاصة على انفسنا لأننا لم نستطع انتخاب رئيس جديد للجمهورية ،ونحن ندعو الى الاسراع في انتخابه او ان نطلق الرصاص على انفسنا من خلال تعطيل المجلس النيابي ومن تقديم طروحات لن تؤدي الى تعطيل عمل الحكومة ..ليس لمصلحة احد ان يسقط الوطن بسقوط مؤسساته وان يهتز الاستقرار الأمني الذي بقي سمة تميّز لبنان في الفترة الماضية وليس لمصلحة أحد ان يهتز الوضع السياسي الذي نشأ عن ابواب الجوار الذي ساهم الرئيس بري في فتحها بين القوى السياسية وهو حوار ما زال يشكل بارقة أمل ليس على مستوى لبنان فقط بل على مستوى المنطقة ككل .
ودعا خليل الى تقديم المصلحة الوطنية العليا على ما عداها وان لا نبادر تحت اي عنوان من العناوين لإسقاط آخر آمال اللبنانيين في انتظام عمل المؤسسات
وأضاف :بان أبسط قضية تواجه اليوم هي قضية النفايات التي اغرقت الدولة في مناقشة لإيجاد حل لها
إذا كانت هذه القضية الصغيرة لن تجد لها حل في ظل وجود مؤسسات تعمل كيف نستطيع ان نواجه اقتصاديا ،ماليا واجتماعيا وامنيا إذا أفشلنا عمل المؤسسات
نحن ما زلنا نؤمن في هذا الوطن وطنا نستطيع ان نعيش فيه جميعا كقوى سياسية على اختلافها يجمعنا كمسيحيين ومسلمين من كل المذاهب المختلفة نقدمه انموذجا حضاريا للعالم كل العالم بتجربته بغناه الثقافي والسياسي بقدرته على النهوض والحياة والمقاومة ،الوطن الذي نؤمن بأنه قادر على النهوض علينا ان نحميه ونحفظه ،وان الهزيمة ليست قدرا محتوما في مواجهة العدو الاسرائيلي ..
وليس الانقسام والابتعاد عن بعضنا البعض والتفتيش عن مشاريع مختلفة لا تخدم أحد هي الخيار بل على العكس وحدة اللبنانيين وقدرتهم على تعميق عيشهم المشترك هي القدر المحتوم على الجميع.
واختتم الاحتفال بمجلس عزاء حسيني للسيد حسين نصّار