أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

بنت جبيل تنادي في ذكرى انتصارها: «أعيدوا إليّ مهرجاني»

الأربعاء 29 تموز , 2015 02:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 6,212 زائر

بنت جبيل تنادي في ذكرى انتصارها: «أعيدوا إليّ مهرجاني»

لا يزال في الذاكرة مشهد زينة الفرح المطروحة أرضاً بين ركام عدوان تموز، الزينة الملونة التي حاول العدوان الإسرائيلي طليها بصبغة الرماد. فعندما قصف العدو المدينة عام 2006 كانت، و كعادتها كل صيف، ترتدي حُلّة مهرجان التسوّق، و هو الذي أقيم منذ فترة ما بعد التحرير. و بعد الانتصار بخمس سنوات استعاد المهرجان عافيته و افتتح مجدداً عام 2011 حيث نبض انتصاراً و ازدهاراً أكثر من ذي قبل، إذ تلاه عام 2012 " مهرجان بنت جبيل التراثي"، الذي أكد انتصار البلدة و تراثها على همجية العدوان الإسرائيلي. 

مهرجان التسوق وصل إلى العام 2013 و مكث هناك، و مهرجان البلدة التراثي توقف منذ  العام الماضي، فلماذا حُرمت بنت جبيل من مهرجاناتها؟ 

مهرجان التسوّق ... مفقودٌ منشود

"لا أعلم لماذا توقف، بس يا ريت بيرجع" لسان حال أحد تجار البلدة لدى سؤالنا عن سبب توقف مهرجان التسوق. و يؤكد نقيب تجار بنت جبيل الحاج طارق بزي أن "الوضع الأمني" هو العائق الوحيد إقامة المهرجان. ففي حديث معه قال أنه لا يمكن تحمل مسؤولية  تجمُّع ألف أو ألفيّ مواطن في ظل "القلق" السائد تارةً من الجانب الإسرائيلي و تارةً من التكفيريين و غيرهم. و كذلك لا ينكر الحاج بزي الإنعكاس السلبي الذي نتج عن غياب المهرجان، و يتابع أنه في نفس الوقت الذي كان يقام فيه المهرجان يحاول تقديم تحسينات و خدمات للمواطنين متعلقة بالأسعار. و لدى سؤالنا عن الخدمات المقدمة لإرضاء أهالي الإغتراب الوافدين صيفاً، و عن توجههم إلى خارج البلدة للسياحة الداخلية، أجاب "هذه ليست مسألة جديدة" و حمّل المسؤولية للبلدية ثم الدولة. كما أضاف "منطقة بنت جبيل منسيّة، و يؤخذ من طريقها".

من جهته أفاد رئيس بلدية بنت جبيل الحاج عفيف بزي و في محادثة معه أن مسألة إقامة مهرجان التسوق مسؤولية نقابة التجار، كما أكد أن البلدية تدعو دوماً النقابة إلى إعادة إقامة مهرجان التسوّق نظراً لما يحققه من حركة إقتصادية ناشطة لبنت جبيل التي تعتمد على التجارة، و تبدي البلدية استعدادها للدعم بما يتوجّب عليها. و تابع "نأمل أن تصل الصرخة مجدداً عبر موقعكم".

المهرجان التراثي ... راجع 

يؤكد الحاج عفيف بزي أن مهرجان بنت جبيل التراثي توقّف في العام الماضي بشكل رئيسي بسبب الوضع الأمني الذي كان مضطرباً بسبب تهديد السيارات المفخخة و الإنتحاريين الذين يغتنمون التجمعات، و ذلك من باب الحماية لأهالي المنطقة. و من جهة ثانية مواساةً لأهالي الشهداء الذين استشهدوا مؤخراً.  و صرّح عن نيّة البلدية إعادة إحياء المهرجان التراثي في صيف العام القادم.

مشاريع تنموية للسياحة البنت – جبيلية

و في السياق ذاته، و لدى سؤالنا لنقيب التجار الحاج طارق بزي عن التقديمات التي تستقطب أهالي الإغتراب الوافدون صيفاً أجاب أن النقابة تساهم بشكل أو بآخر في إنماء البلدة، ثم تأتي مسؤولية البلدية ثم الدولة. و أضاف "منطقة بنت جبيل منسيّة، يؤخذ من طريقها".

و تعليقاً على الموضوع أكد الحاج عفيف بزّي أن البلدية ليست غافلة عن إنشاء المشاريع التنموية و الترفيهية كالقاعات الرياضية و غيرها... و صرّح أن البلدية تعمل على إنشاء مسبحين أحدهما سيُفتتح قريباً. و فيما يتعلّق بالخطط المستقبلية قال " لا تزال مخططات العام القادم قيد الدراسة و التخطيط... و تشغلنا كذلك مسألتي الكهرباء و المياه"

كما ذكر أنه تمت صيانة الحدائق العامة قبل العيد، بعدما طالها التخريب من قبل الأطفال الذين لا يخضعون لرقابة و توجيهات الأهالي.

نصائح و مناشدات مواطن

"أنا بتمنى يصير في مهرجان تسوّق، و مستعد للمشاركة بالتقديمات و الهدايا"، يقولها تاجر بغصّة مطالباً بإعادة التجربة الناجحة كما وصفها ... "لأجل بنت جبيل التي لها علينا الكثير". و هو ابن بلدة بنت جبيل الذي حضر آخر مهرجان تسوق، و يومها لم يكن مقيم في البلدة، أما اليوم فهو يسكنها و يمتلك محلاً تجاريّاً فيها. و يستفيض التاجر بالشروحات و الشكاوى فحركة المبيع التي نشطت في فترة العيد يليها فترات جمود. و هو مستاء من المعنيين الذين برأيه لا يحسنون انتهاز حركة الناس صيفاً في البلدة. كما يقدّم حلولاً و أفكاراً تسويقيّة من شأنها إحياء الحركة التجارية ليلاً و نهاراً، و استقطاب أهالي الجوار طيلة ايام الأسبوع. فيقول "النجاح يعتمد على الدعاية"، و يشدّد على أهمية التسويق و الإعلان لجذب الناس. و يقترح تكثيف الإنارة  و الزينة في الشوارع و المداخل في مختلف المناسبات. و يقول إن تيسّرت أموره سيزيّن شجرة ميلاد ضخمة وسط محلّه في فترة أعياد الميلاد.

و بانتظارعودة مهرجان بنت جبيل التراثي، هل ستنفض بنت جبيل ردم الإهمال و تسترد مهرجان تسوّقها؟

داليا بوصي - بنت جبيل.اورغ 

Script executed in 0.19180583953857