يقول أبو علاء إن إنتاجه انخفض من 50 كيلوغراماً من المقتى يومياً إلى 5 كيلوغرامات، كما أنّ خسارته تُقدّر بخمسين دولاراً يومياً. من المفترض أن يستمرّ نتاج هذا الحقل حتى نهاية أيلول، "لكنّ الحرّ الشديد ضرب موسمنا الصيفي والذي كنا نعول عليه في تامين قوت الشتاء من حطب ومازوت وأقساط المدارس المرتفعة عاما بعد عام"، يقول أبو علاء.
لم تسلم حقول الخضار الصيفية من موجة الحر الشديد. فالحرارة، التي تجاوزت الـ42 درجة مئويّة أطاحت بحقول الخضار الصيفية، من خيار ومقتى وبندورة ولوبيا، والمنتشرة في وادي الحاصباني، وفي سهول الماري والوزاني وإبل السقي. لتزيد من هموم مزارعي القرى الحدودية، والذين باتوا يعانون الأمرين، نتيجة لخسائرهم المتراكمة، بسبب عوامل الطبيعة القاسية، وانخفاض أسعار إنتاجهم كما الكساد الذي ضرب مواسمهم.
"مئات الدونمات المزروعة بالمقتى والبندورة والبطيخ في سهول الماري وسردة والخيام هلكت بسرعة وخلال أقل من أسبوع"، يقول المزارع حسن المحمد، ما يزيد المأساة أنّ هذه الحقول تلفت بعد أيامٍ قليلة من إنتاجها. بحسرةٍ جلية، يشرح المحمّد الوضع المشترك لمزارعي تلك المناطق "شتاءً ابتلّت حقولنا بالجليد والرياح والثلوج، أمّا صيفاً فجاء الحر ليقضي على ما كنا نعول عليه، وكأنه كتب على مزارع القرى الحدودية أن يبقى في خضم المأساة وفي معاناة دائمة".
منذ أكثر من شهر خسر المزارع أبو حسن لقيس موسم الفاكهة في محور سردة. واليوم، ومع موجة الحرّ الشّديد، يزداد الوضع سوءاً. فمزروعاته الصيفيّة اهترأت بالكامل، حتى باتت معها الحقول مسرحاً لقطعان الماشية، التي استفادت من غضب الطبيعة لتجد أمامها مراعٍ وفيرة وخصبة.
طارق ابو حمدان
السفير