تنتشر عند ضفاف نهر الحاصباني منتجعات ومطاعم، امتداداً من نبعه الرئيسي وحتى معانقته نهر الوزاني لتجتاز مياههما سويا الى شمال فلسطين المحتلة، وسط ارتفاع نسبة الحجوزات في الفنادق والشاليهات المجهزة أخيراً وفق تقنيات حديثة. وثمة عوامل عدة تقف خلف توجه السائح المحلي والأجنبي الى الحاصباني، أبرزها: الاستقرار الأمني السائد في المناطق الحدودية، السمة السياحية والأثرية المميزة لحوض الحاصباني، وصفاء المياه ونقاوة المناخ.
دفعت العوامل المذكورة متمولين كثرا لإقامة مشاريع سياحية جديدة، من فنادق ومنتجعات وشاليهات ومسابح، توزعت على جانبي الحاصباني وفي قرى محيطة به، وصولاً الى بلدة شبعا، مما أنعش المنطقة اقتصادياً، فارتفعت معها اسعار الأراضي بشكل غير مسبوق، لتسجل صفقات بيع عقارية شملت مساحات واسعة بملايين الدولارات، علماً أن عقاراً واحداً تم بيعه بمليار دولار!
وتشير جهات سياحية تعمل في المنطقة الى ان القطاع السياحي في حوض الحاصباني كلّف، خلال العامين الماضيين، نحو 80 مليون دولار، تم صرفها على تحسين وإقامة مرافق سياحية جديدة، توزعت بين فنادق ومتنزهات ومسابح ومطاعم وشاليهات، وعملت مؤسسات «عريقة» في هذا المجال على استثمار بعض المنتجعات، فنظمت حفلات عدة «بأعلى المستويات الفنية المرموقة»، مما رفع أداء الخدمة السياحية في المنطقة.
يرتفع أحد المنتجعات الشهيرة في الحاصباني فوق تلة تطل على مجرى الحوض، وسط بساتين الزيتون المعمرة، وأصبح مقصد السياح المحليين والأجانب، حيث الحجوزات فيه مقفلة حتى نهاية ايلول، وفق صاحبه، موضحاً أن «غالبية الزبائن هم من بيروت وطرابلس وعكار والبترون، بالإضافة إلى صور والنبطية». ويضم المنتجع شاليهات مجهزة بأحدث وسائل الراحة، من تدفئة وتبريد وإنترنت وفرش «فخم»، بالإضافة الى شاليهات كبيرة تستقبل مجموعات بأسعار مخفضة، ويتبع المنتجعَ مسبح وحديقة وألعاب. يدعو صاحب المنتجع وزارات البيئة والأشغال والسياحة إلى «التوجه جدياً الى هذه المنطقة، التي باتت ملاذ آلاف السيّاح من مختلف الجنسيات، والعمل على توسيع وتعبيد الطرق الرئيسية والفرعية المؤدية اليها، ودعمها إعلامياً، مع تحسين خدمة الهاتف الخلوي وإدراجها عبر الرزنامة السياحية».
وفي تلال بلدة عين قنيا، ثمة فندق مرموق وسط غابة من الصنوبر، يضم 36 غرفة ويتبعه مسبح وقاعة افراح، تضاف اليها حدائق وملاعب ومطاعم، تطل جنوباً على فلسطين وشمالا على البقاع، وشرقاً على جبل الشيخ وغرباً على البحر، في ظل مناخ جاذب وطبيعة غنية بالأحراج، خصوصاً الصنوبر والسنديان.
يطالب صاحب أحد المتنزهات بوقف قرار الجهات الأمنية المختصة المعتمد منذ العام 2000، والقاضي بمنع السياح العرب والأجانب من اجتياز معبري زمرية وكفرتبنيت عند طرفي المنطقة الحدودية الغربي والشرقي، إلا بعد حصولهم على تصاريح خاصة، مما «يقلص عدد السياح الأجانب الراغبين بالتوجه الى هذه المنطقة».
السفير بتاريخ 2015-08-12 على الصفحة رقم 4 – محليّات