كما ورفع في محيط باحة الاحتفال صور ضخمة للقادة والشهداء: الإمام الخميني، والسيد الخامنئي، والإمام السيد عبد الحسين شرف الدين، الإمام موسى الصدر، والسيد حسن نصر الله، والشهداء القادة السيد عباس الموسوي، والشيخ راغب حرب، والحاج عماد مغنية، فيما ازدانت الطرقات المؤدية إلى وادي الحجير بالأعلام والرايات واللافتات.
وللمناسبة تقوم لجان مختصة بإعداد خطة سير لتسهيل وصول ومغادرة الجماهير الوافدة إلى ومن مكان الاحتفال، كما استحدثت مواقف واسعة لركن السيارات والآليات التي تقل المواطنين من المدن والقرى والبلدات الجنوبية، بالإضافة لمواقف خاصة للشخصيات الرسمية".
وأوضح المسؤول الإعلامي لحزب الله في الجنوب حيدر دقماق أن اختيار وادي الحجير السلوقي ليكون مكانا لاحتفال الانتصار هذا العام يعود للرمزية التاريخية للوادي الذي عقد فيه مؤتمر الحجير سنة 1920 وجمع مختلف الشخصيات الدينية والسياسية وقادة المقاومة آنذاك، للتباحث في سبل مقاومة الاحتلال الفرنسي، كما يعود أيضا لرمزية هذا الوادي كساحة مواجهة ضد العدو الصهيوني منذ بدايات المقاومة الفلسطينية إلى مختلف فصائل المقاومة اللبنانية حتى تحرير عام 2000، حيث شهد الوادي بمختلف أنحائه آلاف العمليات البطولية والنوعية ضد مواقع العدو التي كانت منتشرة على طول التلال المحيطة به من جهة الشريط المحتل، فضلا عن تحركات جنوده وآلياته، وقد تكبد العدو خلال ثلاث عقود خسائرة كبيرة في صفوفه، كما شهد الوادي على تضحيات المقاومين الذين قدموا عشرات الشهداء والجرحى والأسرى، فضلا عن تضحيات أهالي البلدات المحيطة في طرفيه المحرر والمحتل آنذاك، مضيفاً أن المحطة الأبرز للوادي كانت خلال حرب تموز 2006 عندما قرر العدو الدفع بدباباته للوصول إلى نهر الليطاني عبر وادي الحجير ليعلن انتصاره في هذه الحرب، بعدما كان فشل في تحقيق ذلك في أكثر من مكان منذ بدايات المواجهات، إلا أن التصدي البطولي للمقاومين في تدمير ما يزيد عن 54 دبابة ميركافة في مسالك وادي الحجير ما عرف يومها بمجزرة الدبابات، دفع العدو للتراجع وإعلان العجز عن استكمال الحرب والاستنجاد بالأميركي لانتشاله من المأزق، فكانت هزيمته مدوية وكان النصر حليف لبنان ومقاومته وشعبه.
وقال دقماق: نظرا لكل هذا التاريخ المفخرة من تضحيات وانتصارات جرى اختيار مكان احتفال الانتصار في هذه البقعة المباركة، التي ستشهد اطلالة لسماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، عند الخامسة والنصف من عصر يوم الجمعة 14 آب 2015، حيث تقيم المقاومة والحشود الجماهيرية أعراس الانتصار بمشاركة فرقة المقاومة بقيادة المنشد المتألق علي العطار، مشيراً لأننا في الحجير والسلوقي فإن المشهد لا لن يخلو من مفاجئات، حيث سيكون هناك تجسيد لإرادة المقاومين بعيدة عن الأعمال الفنية بل من خلال إطلالة واقعية في الميدان.
ولفت دقماق إلى أننا نضع اللمسات الأخيرة للتحضيرات المتعددة التي ستنتهي خلال ساعات قليلة، فيما اللجان التنظيمية المختصة قد شارفت على إنهاء تحضيراتها لجهة احتواء الحشود الغفيرة من المواطنين، حيث خصصت مواقف للسيارات قريبة من مكان الاحتفال الذي يمكن الوصول إليه من جميع القرى الواقعة على طرفي الوادي، ووضعت خطة سير تحت إشراف عشرات عناصر الانضباط لتسهيل الوصول والمغادرة.
بدوره رئيس اتحاد بلديات جبل عامل الحاج علي الزين نوّه باختيار مكان الاحتفال في وادي الحجير السلوقي، وهو بمثابة تكريم لأبناء هذه القرى المعطاءة التي شهدت البطولات والانتصارات، وتحملت كل المعاناة الناجمة عن الاحتلال دون عن أن تنكسر إرادتها المقاومة، مشيرا إلى أن اتحاد جبل عامل وضع كل امكاناته في خدمة التحضيرات لهذا الاحتفال الكبير، وتقوم فرق العمل التابعة له بمؤازرة البلديات وإشراف رؤسائها بتقديم التسهيلات اللازمة على مختلف الصعد.