بعد كلمة لمدير المعهد محمد عطوي ، ألقى النائب فياض كلمة قال فيها:
بداية اتقدم بالشكر من معهد المنار الجامعي على هذه المبادرة النوعية في تكريم الاعلاميين بمناسبة الذكرى السنوية لحرب تموز التاريخية وسيما ان الجسم الاعلامي واسهامات الاعلاميين في هذا المجال شكلت ركن اساسي فيما حققه شعبنا في تلك الحرب.وهو يعكس بدوره ايضا مستوى التضامن الوطني الذي شكل بدوره شرطا اساسيا من شروط الانتصار والصمود.
في هذه المناسبة نستعيد تلك الايام العظية التي انتصرت فيها المقاومة وادهشت العالم فيما حققته والتي انتصر فيها شعبنا وادهش العالم ايضا بمواقفه وصموده وعطائاته . نستعيد هذه الايام المباركة لكي نقول ان كان من المفترض وهذا ما ارادته المقاومة كان من المفترض ان يكون لحرب تموز تداعيات على المستويات الكافة في العالم العربي والاسلامي المقاومة نجحت في تلك الحرب بانها افشلت اهداف العدو لانها هددت عمقه الامني ولانها اعطت لمعادلة الردع والتوازن معه بعدا اشمل . لكن بالاضافة الى ذلك كان من المفترض ان يكون لهذه الحرب ايضا تداعيات على المستوى العربي العام. بما يتيح لهذه التجربة ان تجعل من حرب تموز مرحلة تجاه مرحلة اخرى يتاح فيها للمقاومة والشعوب الاخرى ان تهزم العدو الاسرائيلي هزيمة استراتيجية كان من المفترض لهذا المسار من حرب تموز ان تاخذ الواقع العربي ناحية الصراع مع اسرائيل الى مرحلة جديدة بالكامل .
لكن الاحداث التي عصفت بالمنطقة العربية وتحديدا ما يتعلق بالربيع العربي الذي لولا انه ظل في وجهته باتجاه الاصلاح الديمقراطي وتحرير ردةة الشعوب العربية واطلاق خياراتها السياسية لولا ان الامور ضلت تسير في هذه الوجهة لكنا بلغنا ما نصل اليه على مستوى النتائج الكاملة لحرب تموز لكن ما حصل ان جرى حرف هذا الربيع العربي فجرت تاجيل على مستوى المنطقة وشهدنا صعودا للحركات السلفية .
لذلك وجدنا ان المنطقة العربية وقد اخذت الى مكان آخر وقد اوكلت الصراعات المذهبية والحركات التكفيرية ان تعيق هذا المسار وان تسعي الى الانطلاق على نتائج حرب تموز بحيث ان ما اخفقت فيه اسرائيل اوكل للحركات التكفيرية وللتيارات المذهبية المتشددة . لذلك اقول بان التيارات التكفيرية والعدو الاسرائيلي والتهديد التكفيري و التهديد الاسرائيلي يشكلان مصدران اساسيان يهددان الامن والاستقرار على مستوى مجتمعاتنا العربية والاسلامية ويشكلان مصدرا اساسيا لإنهاك مجتمعاتنا ولدفعها الى التفكيك ولانقسام. من هنا يتبين الدور التي تقوم بها المقاومة في مواجهة هاذين الاتجاهين وهذين التهديدين وهاتين الخطرين على المجتمعات والكايانات والدول في مجتمعاتنا العربية الاسلامية.
نحن على عتبة مرحلة جديدة يدشنها الاتفاق النووي من الجهود الايرانية ومجموعة الدول الغربية , ايران نجحت لانها انتزعت حقوقها في التخصيب النووي السلمي ونجحت لانها اسقطت العقوبات الدولية عليها ونجحت كذلك لانها تمكنت من ان تنزع الاختراق الدولي بموقعها ودورها الاقليمي والدولي لكن ايران لم تكتفي بذلك انما تريد من هذا الاتفاق ان يكون له اثر ودور على صعيد تعزيز الاستقرار والامن على مستوى منطقتنا العربية والاسلامية . وان تستفيد من المناخات التي اطلقها الاتفاق باتجاه ان تفتح افق للحلول السياسية فيما يتعلق بالملفات والازمات التي تعصف في المنطقة لذلك الجمهورية الاسلامية في ايران تمارس سياسة الابواب المشرعة على الحدود السياسية ليتسع الحوار و هي تريد لهذه المنطقة ان تتمتع باعلى درجات الامن و الاستقرار و نحن من زاويتنا ندعم سياسات الانفراج الاقليمي و ندعم محاولات السعي لاجاد حلول سياسية للازمات التي تعصف بالمنطقة.
ايران تشرع سياسة الابواب المفتوحة و الحوار من ناحية اخرى للاسف الشديد المملكة العربية السعودية تصر على سياسة التصعيد و اغلاق الابواب, لذلك من يتحمل مسؤلية زيادة الصراع و التعقيدات و نزيف الدم على مستوى المنطقة انما هي المملكة العربية السعودية من خلال اصرارها على السياسات المعتمدة.
لذلك اريد ان اقول لبنانيا , هناك قرار سعودي بالتصعيد و هناك قرار سعودي باقفال الباب امام الحلول السياسية امام القضايا العالقة لبنانيا و ذلك بهدف ترك الوضع اللبناني في ثلاجة الانتظار على قاعدة انتظار ما ستؤول اليه الاتجاهات الحالية في ما يتعلق في ملفات المنطقة و على هذا الاساس فان جماعة 14 اذار يربطون بين ايقاع الحلول الداخلية اللبنانية و بين تطورات الملفات على المستوى الاقليمي, ان رهن الاوضاع الداخلية اللبنانية بايقاع التطورا ت الاقليمية هي من زاويتنا مسالة مرفوضة, نحن من دعاة الحل اللبناني و الجمهورية الاسلامية في ايران ايضا دعت الى لبننة الحل و الانتقال فورا الى معالجة القضايا العالقة لبنانيا و اذا استدع الامر اي مساعدة فان الجمهورية الاسلامية حاضرة على قاعدة عدم التدخل في الشؤون الامنية اللبنانية.
ما يتعرض له العماد ميشال عون من اقصاء و تهميش انما هو يتجاوز كون المسالة هي مسالة خلاف سياسي يتجاوز هذا الامر الى كونه تهديد للشراكة و لعب بالموازين الميثاقية مما يشرع الاوراق اللبنانية على تداعيات خطيرة لذلك ان ردة فعل التيار الوطني الحر هي ردة فعل طبيعية, نحن لن نترك الجنرال عون وحيدا و لن نترك الاخرين يستفردونه, ما يمثله التيار الوطني الحر بصفته اكبر مكون لاحد المكونات الاساسية اللبنانية ان التعاطي معه على هذا النحو هو تعاطي نسبي وتعاطي يزيد الامور تعقيدا ويدفع الامور اللبنانية باتجاه ازمات لا تحمد عقباه لذلك نقول لن ندع التيار الوطني مستفردا انطلاقا من حرصنا على طبيعة التركيبة اللبنانية بخصوصياتها ولان التيار الوطني الحر يعكس العمق التعددي لخيار المقاومة في مواجهة العدو الاسرائيلي و مواجهات الخطر والتهديد التكفيري الممارسات والمواقف وتحديد الشراكة الامعان في سياسات التهميش وتطور سياسات تيار المستقبل اولا تجاوز القانون ثم تجاوز الدولة والمؤسسات وثالثا تجاوز الموازين الميثاقية في هذا البلد مما يجعل الحالة اللبنانية على طريقة شديدة الانحدار لذلك هذا الامر يجعلنا جميعا امام مسؤوليات في هذه المرحلة في ان يتعاطى الجميع بعقلانية ومسؤولية وطنية وحكمة بالعقل والقواعد والثوابت التي تحكم الاجتماع السياسي اللبناني وعلاقة المكونات ببعضها البعض وفي طبيعتها الشراكة الوطنية واحترام الاليات الدستورية واحترام الالية التوافقية التي يقوم عليها مجلس الوزراء التي تم الاتفاق عليها في بداية تشكيل هذه الوزارة كاذكار لاعادة احياء هذه الموؤسسة ومعالجة المشاكل العالقة
كنت اود ان تضل هذه المناسبة في ايطار ما يتصل بحرب تموز , بكل ما تثيره في انفسنا من اعتزاز واحساس بالحرية والكرامة والرفعة و الجباه الشامخة . هذه المناسبة التي نستعيدها بهذه الاحاسيس وبهذه القيم .اسال الله ان يجعل كل ايامكم اعتزاز وان تصل كل مشكلة تواجهنا الى الاستقلال.
سامر وهبي - بنت جبيل.اورغ