يعود بناء المطار الى أول الأربعينيات، تحديداً في العام 1942، ويقع في أقصى الجزء الجنوبي من سهل مرجعيون وعلى مرمى حجر من مستعمرة المطلة الإسرائيلية، في بقعة محاطة بتلال من الجهات الأربع: تل نحاس، تل الحمامص، وتل دبين وتل رياق.
يتألف المطار من مدرجين لا يزالان في حالتهما الجيدة حتى اليوم، برغم تواجدهما في بقعة مشبعة بالمياه الا أن بناءهما الصلب والأقنية المحيطة بهما تجعل منهما حتى الــــيوم ممرات جافة وآمنة للمرور، وتسعة مرائب للطائرات تعرف بالهنغارات، يتشـــكل كل واحد منــــها من ثلاثة جدران ترتفع نحو ثلاثة أمتار، فيما تُركت الجهة الرابعة مفتوحة لدخول الطائرة وبلغت مساحة كل مرأب نحو 500 متر مربع.
يضم المطار أبراجاً للمراقبة وغرفة قيادة، وتحيط به تحصينات عسكرية وخنادق أقامها الجيش الإنكليزي لحماية منشآته وطائراته من أي هجوم محتمل آنذاك.
خلال الحرب العالمية الثانية، شكل سهل مرجعيون والمنطقة، ساحة مواجهة بين الحلفاء من جهة والجيش الألماني من جهة أخرى، فكان لا بد للحلفاء من تحصين أنفسهم، تحديداً في سهل مرجعيون الذي كان يشكل منطقة دفاعية أو خط مواجهات خلفية اذا سقطت مصر بيد الجيش الالماني، وفي حال تمكن الأخير من التقدم الى فلسطين، لبنان وسوريا.
جاء بناء المطار في إطار بناء عدة منشآت أخرى، منها المستشفى الإنكليزي في بلدة الخيام وغيرها من التحصينات العسكرية، من خنادق وحفر وأعمدة إسمنتية ضخمة، لا تزال تحرس أرض بلدة سرده.
أساطير
يتناقل سكان منطقة مرجعيون أساطير عن احتمال وقوع عدة معارك جوية في سماء المطار، أسفرت عن وقوع عدد من الطائرات في أرضه. ويروي كبار السن قصة بناء المطار التي استغرقت نحو ثلاث سنوات وشارك فيها «كل أهالي المنطقة»، كما أهالي قرى العرقوب، فعملوا على بنائه عبر نقل حجارته الصلبة من تلة الحمامص الى أرض المرج، وبناء المطار تحت إشراف الحلفاء وذلك مقابل بدل بسيط لا يتعدى حفنة من القروش أو بعض المواد الغذائية. ولم تطل مدة العمل فيه، فيذكر سكان المنطقة أن الملاحة الجوية لم تطل أكثر خمس سنوات.
على الرغم من أهمية الموقع الجغرافي والسياسي الذي يحتله مطار المرج والأحداث التاريخية التي شهدها، يبقى المطار مسجوناً في ظلمة الإعلام وداخل صفحات تاريخ قليلة منسية ومبعثرة، لا يقرأها سوى من يقصد البحث عنها.
يقول المهندس جلال عبدالله، من بلدة الخيام، يُجمع تاريخ المنطقة برغم شح المعلومات التاريخية الموثقة، أن الحلفاء بنوا المطار تحسباً لتقدم الألمان في مصر. ويذكر أن المهندس الذي صمم المطار هو ضابط ألماني منشق عن الجيش، وأعطاه شكل الصليب المعقوف أي إشارة النازية، ويظهر هذا الشكل جلياً من الجو.
اليوم، ترقد بقايا المطار وسط أراض زراعية يستثمرها أهالي المنطقة، فتزرع أرض المطار من جانب مزارعين من بلدة كفركلا، وتعود ملكيتها لبلدية الخيام.
ماري مارون
السفير بتاريخ 2015-08-17 على الصفحة رقم 4 – محليّات