ثلاثة اشخاص دفعوا ثمنا... حياتهم، قبل اسابيع غرقوا في المنطقة المحظورة، حملت حكاية كل واحد منهم مأساة انسانية، فالطفل مهدي احمد سلامة (3 سنوات)الذي كان يسبح مع ذويه وأشقائه الخمسة، بقي اربعة ايام مجهول المصير، قبل ان يكتشف جثة هامدة عثر عليها في خليج جونية شمالا حتى وصل الاعتقاد الى امكانية ان يكون قد خطف، فيما الحادثة المؤلمة كانت غرق الشقيقتين السوريتين حنان وتبارك زين العابدين، ونجاة شقيقهما احمد بعدما تمكنت فرق انقاذ بلدية صيدا من انتشاله سريعا.
فابتكار "طائرة النجاة" ستحدث نقلة نوعية في مراقبة الشاطئ الصيداوي عند المسبح الشعبي تحديدا الذي يعاني من تيارات بحرية قوية نظرا لكونه مفتوحا على منطقة الشمال، وفي انقاذ الغرقى لسرعة القاء دولاب نجاة لهم، قبل وصول المنقذين الذين فرزتهم بلدية صيدا للمراقبة والانقاذ معا".
ويقول العوجي لـ "صدى البلد"، ان الطائرة تحت التجربة الى الآن، ولكنها ستحدث فرقا كبيرا في انقاذ الغرقى وطمأنة الناس، ذلك انها تستطيع القاء "دولاب نجاة" فوق الغريق مباشرة، ويمكن تطويرها لتصبح لانقاذ مجموعة من الغرقى بحيث تلقي ثلاثة دواليب ويمكن اضافة كاميرا مراقبة اليها، وهي تستطيع التحليق على بعد 2 كلم ولمدة 18 دقيقة متواصلة وعرضها 70 سم، ويتم التحكم بها بواسطة "ريمون كونترول" من قبل المنقذ البحري المكلف من البلدية والذي يعتلي برج المراقبة ويعيد شحنها كلما دعت الحاجة.
وقال "ان الفكرة بدأت بعد كثرة حوادث الغرق في المنطقة المحظورة قرب المسبح الشعبي، وبدعم من "اليمن غروب" جرى ادخال بعض التعديلات عليها بحيث يمكن استخدامها وقت الضرورة فقط، وفي حال وجود غرقى فانها تكون اكثر فعالية بحيث تحدد منطقته اسرع من زوارق الانقاذ او سواها وتعوض عن تحليق الطائرات العسكرية لمسح المكان، ونأمل ان تحقق هدفها.
بينما اعتبر نقيب الغواصين اللبنانيين محمد السارجي، ان هذه الطائرة ستكون هامة لوقف نزيف الموت على الشاطئ الصيداوي بين الحين والآخر وتحديدا في المنطقة المحظورة منه لتتكامل مع اجراءات الحماية التي اتخذتها بلدية، مشيرا الى انه سيتم عقد مؤتمر صحافي السادسة من مساء اليوم (الخميس) عند المسبح للاعلان عن تفاصيل عملها كاملة.
اجراءات البلدية
مقابل ابتكار الطائرة، لم تهدأ بلدية صيدا لوقف نزيف الغرق، عقدت اجتماعات طارئة لبحث تزايد الحوادث المؤسفة في منطقة التيارات الخطرة على الشاطئ الصيداوي والتي تقع خارج نطاق المسبح الشعبي التابع لبلدية صيدا بمشاركة ممثلين عن بلدية صيدا ومفرزة شواطئ الجنوب ومخفر صيدا القديمة في قوى الأمن الداخلي وجمعية أصدقاء زيرة صيدا ونقابة الغواصين المحترفين في لبنان ووحدة الإنقاذ البحري في الدفاع المدني في الجية وفوج المتطوعين في إطفاء بلدية صيدا ومهتمين بالسلامة العامة والحد من الكوارث وفرق الهندسة والطوارئ في بلدية صيدا.
وأوضح عضو المجلس البلدي كامل كزبر انه جرى الاتفاق على إعلان منطقة التيارات البحرية الخطرة وهي الممتدة من حدود المسبح الشعبي الجنوبية وحتى آخر المسبح العسكري سابقا، ومن حدود المسبح الشعبي الشمالية وحتى نهر الأولي، منطقة خطرة محظورة وغير صالحة للسباحة وتكليف شرطة بلدية صيدا بالتنسيق مع مفرزة شواطئ الجنوب ومخفر صيدا لتنفيذ هذا القرار وتحميل المخالفين المسؤولية، مؤكدين على دعوة المواطنين للإلتزام بالإرشادات البلدية التي تحصر السباحة ضمن نطاق المسبح الشعبي المتاح مجانا للعموم، حيث يسهر فريق من المنقذين المشهود لهم بالكفاية والخبرة على سلامة رواد السباحة.
وأضاف كزبر كما جرى اقرار توصية بإنشاء وحدة إنقاذ بحرية للتدخل السريع في منطقة صيدا يكون مقرها مرفأ المدينة وعلى إبقاء الإجتماعات مفتوحة للسهر على تطبيق القرارات الصادرة حرصا على سلامة المواطنين ورواد السباحة وبخاصة أهلنا من النازحين السوريين وغيرهم ممن لا يجيدون السباحة، مع التشديد على دور التوعية ودور الأهل في حماية أبنائهم، والحرص على عدم بقائهم بعيدا عن أعينهم خلال تواجدهم على شاطئ البحر.
جولة وآراء
وفي جولة ميدانية لـ "صدى البلد"، على المسبح الشعبي تبدو فرق بلدية صيدا قد انجزت تثبيت اللافتات التحذيرية على الشاطى من مخاطر السباحة في منطقة التيارات البحرية واعتبارها منطقة يحظر السباحة فيها، في اللافتات تحذير واضح للمواطنين لعدم ارتياد المنطقة المحظورة قرب المسبح الشعبي المتاح للعموم مجانا والذي يسهر فريق الإنقاذ التابع لبلدية صيدا على سلامتهم.
ويقول احد المنقذين المكلف من بلدية صيدا مراقبة الشاطئ، اننا دوما نراقب حركة السباحين هنا في المكان كي لا يقعوا ضحية الغرق، والحمد لله كلما تجاوز احدهم الحد المسموح به حذرناه، ودوما ندعو الأهالي للإنتباه لأبنائهم وعدم تركهم بعيدا عن أعينهم خلال تواجدهم على الشاطئ او في البحر.
ويؤكد المواطن علي حجازي، بعد اجراءات البلدية نشعر بالامان اكثر، هناك مراقبة على مدار الوقت منذ افتتاح المسبح التاسعة صباحا حتى السابعة مساء، وهو ملاذ الفقراء وذوي الدخل المحدود لان الدخول اليه مجانا بينما المسابح الخاصة غالية الرسوم ولا يمكن ان نرتادها.
ويقول النازح السوري محمد اصلان، اننا نرتاد البحر لنطفئ لهيب اجسادنا من الحرارة والرطوبة المرتفعة، ليست لدينا منازل مكيفة ولا اشتراكات كهرباء وكل حياتنا "تعتير" نأتي الى هنا لنرمي همومنا وندفع بين الحين والآخر حياتنا ثمنا لذلك لان الكثير من النازخين لا يجيدون السباحة للاسف ويتعمدون الدخول الى البحر".
محمد دهشة
البلد