بعد النشيد الوطني وتقديم من مصطفى بزي، كلمة ترحيب من رئيس بلدية بنت جبيل المهندس عفيف بزي أكّد فيها أنّ سماحة الإمام بفكره النيّر و عقله المتنور المنفتح و طروحاته السياسية و الاجتماعيه يدل على بعد نظر قلّ مثيله، و لهذه الأسباب احتلّ مكان الصدارة في الوطن و المنطقة.
و أضاف " لقد كان سماحة الإمام أول من أطلق المقاومة لشعوره و احساسه أن لا مجال لمُقارعة العدو و الوقوف في وجهه و الدفاع عن الأرض الا بالمقاومة التي نمت و أينعت و أثمرت و أتت أكُلها و حققت الانتصارات المتتالية غير المسبوقة على مستوى الامّة، انتصارات تعمّدت بدماء الشهداء الأبرار الذين لولاهم لما كنّا نحيي اليوم هذه المناسبة و في هذا المكان بالذات".
المفتي عبد الله
القى مفتي صور وجبل عامل ،المسؤول الثقافي المركزي في "حركة امل " الشيخ حسن عبد الله ، كلمة تحدث فيها عن المقاومة في فكر الامام السيد موسى الصدر
وقال " كانت النظرة الى اسرائيل بأنه العدو الذي لا يقهر ،ويجب النأي بالنفس وإبعاد لبنان عن الصراع ، بكونه بلد ضعيف لا يستطيع ان يواجه و"العين لا تقاوم المخرز" ،هذه النظرة شكلت انتكاسات متعددة عليه وبلا خص في سلب لبعض اراضيه ،دون ان يرفع لبنان صوته عن اي اغتصاب او تعد ويصمت عن كل ذلك ،عندها اطلق الامام الصدر "ان العدو الاساسي لهذا الوطن هو اسرائيل وهو الشر المطلق والتعامل معه حرام ، ولا بد من حماية لبنان وهو الوطن النهائي لجميع بنية مسلمين ومسيحيين ، وعلى الدولة ان تتحمل مسؤوليتها بحماية الجنوب وانتشار الجيش ، ولكن العدو الاسرائيلي كان اسرع من انتشار الجيش اللبناني ، واحتل الجنوب عام 1978 والإرادة السياسية للدولة كانت تفكر في حماية الجنوب ام لا ؟ عمل الامام على تحضير البيئة الحاضنة للمقاومة ولمواجهة العدو الاسرائيلي حيث انشاء هيئة نصرة الجنوب وأعطاها البعد الديني لكل الاديان وجعلها تحمل وجهة عدائية لإسرائيل ، وشكل من خلالها قوة شعبية لمواجهة العدو الاسرائيلي ثم اطلق المقاومة المسلحة وكانت الاستراتيجية الدفاعية عن لبنان ، النظرة التي تشكل خلاص لبنان كما سفينة نوح شكلت خلاص العالم من الطوفان ، وكان لهذه المقاومة العديد من المواجهات العسكرية البطولية بقيادة الدكتور شمران في الطيبة وشلعبون ورب ثلاثين وغيرها من المواقع اللبنانية ، حيث شكلت مفصلا اساسيا في الحياة السياسية والعسكرية ، وفي اجتياح 1982 استطاعت مع سلاحها المتواضع ان تصمد في موجهات متعددة في خلدة والشويفات وحي السلم وفي بنت جبيل وغيرها على الحدود الجنوبية ، و شكلت المقاومة صمام امان الوطن و حملت رشدا في ادائها السياسي والاجتماعي ، حيث نجحت في امتحانات متعددة بأنها لم تدخل بأي فتنه داخلية على الاطلاق ، وأخذت حيزا عظيما في نفوس الناس
وختم مؤكدا على التمسك بالثوابت الوطنية التي اطلقها الامام السيد موسى الصدر وفي مقدمها حفظ العيش المشترك بما يملك من تنوع ديني وطائفي ، وان اللغة الاساسية التي يجب ان تسود هي لغة الحوار التي اردها الامام الصدر والتي ينادي بها اليوم الرئيس نبيه بري "طاولة الحوا التي نأمل لها التوفيق والنجاح لحل المشاكل والأزمات التي يتعرض لها الوطن
الاب جان يونس
ورأى الاب الدكتور جان يونس في كلمته "ان الامام السيد موسى الصدر من كبار الأئمة المجددين الذين انخرطوا في العمل من اجل الانسان وخيره ومن اجل اعمار الارض .فلم يكتف بالنظيرات والكلام المجرد بل نزل الى ارض الواقع ،وخاض في مشاكل الناس ،وسعى الى ترجمة الرسالة الدينية الى الحياة ، لذلك جاهد الامام من اجل الفقراء والمحرومين والمستضعفين ،ومن اجل احقاق الحق وإعادة الكرامة الى الانسان اشرف مخلوقات الله .
وأكد الامام على الايمان المشترك المسيحي الاسلامي بإله واحد أحد ،ومهما تعددت الرسالات السماوية الموحدة فالمسيحية والإسلام بالنسبة إليه هما "دين الله الحق " ،والديانات المسيحية والإسلام أرسلتا لخدمة الانسان وصون كرامته ،وحماية حقه في الحياة الفضلى بسلام ومحبة ووئام وقبول للآخر المختلف ،والمشتركات القيمة في الديانتين :وهي قيم روحية ومبادئ خلقية ،وكذلك نظم سلوكية مشتركة .
وتابع الاب يونس " نحن اليوم في أشد الحاجة الى ان نعود ونستقي من ينابيع حاملي راية التعايش بين مختلف الطوائف اللبنانية وجعلها جرس الحرية الصاخب بالرنين لنوقظ وجدان العلم النائم ان نهج الحوار والتلاقي بين الرسالات السماوية وتحديدا بين الديانات المسيحية والإسلامية هو نهج دأبت عليه الكنيسة المارونية تحديدا بصوت البطاركة الذين تعاقبوا على السدّة البطريركية وبشكل خاص المثلث الرحمات البطريرك يوسف الحويك والكاردينال البطريرك بولس بطرس المعوشي والكاردينال البطريرك انطونيوس بطرس خريش والكاردينال البطريرك بشارة بطرس الراعي فكانوا امتدادا لهذه الثابتة في الحوار والتلاقي .
الشيخ حمود
تحدث الشيخ ماهر حمود امين عام اتحاد علماء المقاومة عن مشروع الامام الصدر السياسي والاجتماعي ونظرته للوحدة الاسلامية ولتأسيس المقاومة
وقال :الامام الصدر موجود فينا لن يغيب ،موجود في المقاومة التي اطلقها يوم قال "ان شرف القدس يأبى ان يتحرر إلا على أيدي المؤمنين " وها هم المؤمنون في القدس يرابطون وفي غزة يدافعون وفي الجنوب يرفعون الهامات ،وموجود ايضا في شخص النبيه "السياسي الاول في لبنان ،وهو في نباهته وذكائه التي وهبه الله اياها ولو لم يكن على خط الإمام الصدر لم يكن ليعمل شيئا مما يفعله ويقدمه لهذا الوطن من حلول لكل المعضلات السياسية .
وتابع كما انه موجود في الشخصية الفذّة " السيد حسن نصر الله المقاوم الاول في الأمة "،وموجود في المؤسسات وفي كل قرية جنوبية وبقاعيه ،بل وموجود في كل مكان فيه محروم او فيه قضية ولا عجب لأن سماحة الامام لخّص معاني القرآن في الدعوة والمحبة والتسامح والوحدة وحب الوطن الامام الذي حاضر في كلية المقاصد وف ثانوية صيدا الرسمية وفي المسجد العمري الكبير ،وتحدث عن معاناة الجنوب من جراء القصف الاسرائيلي المستمر والحرمان ،وأطلق مقولته الشهيرة "السلاح زينة الرجال " وعن الوحدة الاسلامية شبّه عمامته السوداء مع العمامة البيضاء بالعين ، ليتمم الفكرة بأهمية الوحدة بين المسلمين الصف الواحد ،وصلى بمسجد كفرشوبا وحاضر بكنيسة الكبوشيين وأشعر الناس بأنه لهم جميعا وأنه للإنسانية جمعاء واكبر من المذهب والطائفة ،حيث استطاع ان ينشر افكاره ويؤثر في الناس ويجذب العقول ليبايعه الناس مبايعة عامة في مهرجانات بعلبك وصور وبقيت صرخاته على مر الايام مستمرة في الحياة السياسية اللبنانية وفي المقاومة.