"يلّا"، جنوبيٌّ أراد لطموحه أن تحمل وسماً عربيّاً لبنانيّاً في عالم البرمجة. فقدّم انجازاته المتتالية هبة للعالم ليثبت الوجود العربي في ساحة التطور التكنولوجي. و ليبرز القدرة اللبنانية على منافسة أهم البرامج العالميّة. فكان "يلّا" المشروع الذي ابتكره الشاب علي عبيد ابن بلدة برعشيت الجنوبية، ليضم سلسلة انجازات في البرمجة أحدثها متصفحٌ ينافس “Google Chrome”. الشاب عبيد يبلغ من العمر 20 عاماً، و يتابع تخصصه الجامعي “computer science” للسنة الثالثة.
يؤكد أن فضوله هو ما دفعه إلى الابتكار، و قد صقل شغفه بالبرمجة منطلقاً من حاجاته و متطلبات الناس.
أمضى طفولته في أبو ظبي، و في عمر الـ12 سنة لاحظ أهله تعلقه بالحاسوب، حيث كان يمضي 6 ساعات يومياً أمام الشاشة كأقل تقدير، مهتماً بالبرامج و عملها. فأحضر له والده كتباً حول التقنيات الالكترونية و البرمجيات. كما تحدّاه مرّة مع اخوته ليصمم موقعاً الكترونياً. و لمّا نجح اقترحت امه المشاركة في مسابقة تصميم المواقع التي كانت تقام وقتها ضمن فعاليات مهرجانات "مدهش" في دبيّ.
كانت المسابقة مخصصة لعمر 12 إلى 18 عاماً. و قد فاز عبيد في المرتبة الثانية رغم أنه كان يبلغ 13 عاماً فقط.
و في عمر الـ 16 صمم برنامج “DDOS” و يعمل على مهاجمة الخوادم بهدف اختبار قدرة تحمّل المواقع بغية حمايتها.
و في عمر الـ18 دخل الجامعة و نظّم محاضرة حول الـ “Security” و كيفية حماية الحسابات.
طاول شغفه العالمية، فعمل لسنتين على ثغرة أمنية في برنامج “kaspersky”، و تلقى شكر من الشركة العالمية التي كافأته بـ “Activation key” للبرنامج لمدّة سنتين. إضافةً إلى أنّه كشف شغرة أمنية في "فيسبوك" إلا أن الشركة الأخيرة اكتفت بشكره بحجة أن الثغرة ليست بالغة الأهميّة.
بعدها صمّم لعبة كمشروع للجامعة، و هي عبارة عن معارك بين الجيش و داعش في جرود عرسال، إلا أنه امتنع عن ادراجها و نشرها لأسباب أمنية.
كذلك صمّم عبيد برنامج “Convert Yalla” الذي يساعد في تحويل العملات و وحدات أدوات القياس، و هو متوفر في الـ”Play store” . و ما يميّزه إضافة إلى بساطته، خلوّه من الإعلانات.
و في وقت لاحق، ابتكر علي عبيد متصفاً على غرار “Google Chrome”. إنجازه الذي يحمل اسم “Surf Yalla”، يتميز بكونه يحافظ على خصوصية المتصفّح، فلا يتسلّل إلى البيانات الشخصيّة. إضافة إلى أنه لا يحتل مساحة كبيرة في الـ”RAM”. و تابع عبيد أنه يعمل على إدراج تحديث للبرنامج (2.0) في الأيام القليلة المقبلة بعد اطّلاعه على تعليقات و ردود المتابعين.
كما أفصح عبيد لموقعنا عن تحضيره لبرنامجين، الأول مخصّص لطلّاب المدارس و الجامعات، يتوقع أن يدرجه بعد حوالي الشهرين. و الثاني برنامج تشفير “Encrypt Yalla” و يستخدم لتشفير النص بهدف ارسال أرقام و كلمات سر مموّهة. و يعمل على طريقة ابتكرها عبيد و أسماها “EY9”.
"لم ألقى غير الدعم المعنوي" يقول عبيد و يتابع شاكراً أهله و أصدقائه الذين يساندونه دوماً وسط افتقاره إلى أي دعم رسمي. فمشروع "يلّا" لا يعينه غير الله، و يبدي تخوّفه من أن يهدد ذلك استمرارية إنجازاته، ثم يتابع مواسياً نفسه " بإذن الله ممكن لاقي دعم يوماً ما".
تقنيّاً، الشاب ماضٍ قُدماً في طموحه، و لكن محليّاً أقصى طموحاته كهرباء 24/24 و أن تصل سرعة الانترنت في لبنان إلى أقصى ما يمكن. و ذلك يتطلّب معجزة تقنية اسمها "كهربا يلّا"!
داليا بوصي - بنت جبيل.أورغ